من يستعرض التعاطي الدولي تجاه ثورة يونيو سيكتشف ان الموقف التركي بدا اشد عداوه, واكبر نقدا, واكثر ضيقا, للدرجة التي دفعت مسؤولا بوزاة الخارجية بأن يصف ماحدث بأنه انقلاب, ثم ماجاء علي لسان رئيس الوزراء رجب طيب اردغان امس ودفاعه المستميت عن النظام المخلوع وكذا تصريحاته السابقة التي ألمح فيها إلي ان ما حدث انقلابا وليس ثورة.. في تدخل سافر في الشئون الداخلية مصر. ولعل هذا الموقف يكشف عن سر العلاقة التي تربط بين الاخوان والاتراك, وتلاقي الاهداف, والدوافع المشتركة, علي حساب مصالح الشعب المصري الذي انتفض من أجل استقلال قراره. علي امتداد العالم لم نسمع وصف الانقلاب علي الثورة الشعبية المصرية سوي من انقرة, ولم يتجرأ احدا من انظمه الحكم بالعالم في ان يصف هذه الثورة بالانقلاب سوي حكومة اردوغان.ويخطئ الحكام الاتراك لو تصوروا ان موقفهم من الثورة المصرية يمكن ان يحققوا من ورائه مكاسب سياسية, أو زعامات اقليمية, فالشعب المصري الذي ثار في الثلاثين من يونيو واسقط الاستبداد لن يسمح لاحد ايا كان ان يتاجر بقضاياه اويزايد علي مواقفه وقراراته. ولعل الخطاب التركي تجاه الثورة المصرية يكشف ذعرا, واضحا, وارتجافا مكشوفا من الثورة المصرية التي اطاحت بنموذج الاسلام السياسي الذي سعي اردوغان بالتعاون مع الاخوان الي تسويقهة عالميا بغية ان تحصل تركيا علي عضوية عصية في الاتحاد الأوروبي, وزعامة مزعومة في الشرق الأوسط. وإذا كان السيد اردوغان نصب نفسه زورا حارسا للديمقراطية والحريات في العالم فإن الاسابيع الماضية, تشهد علي تسلطهة, وعدائه للحريات في بلده, ومع شعبه, ولعل احداث ميدان تقسيم تقف شاهدة علي ما ارتكبه اردوغان بحق المتظاهرين, حيث فوجئ الشعب التركي ان صورة اردوغان كحاكم اصلاحي اسلامي.قد انهارت في ميادين تركيا وتم دهسها تحت اقدام رجال الامن الذين انهالوا علي المتظاهرين السلميين ضربا الي حد حدوث حالات وفيات, ولتكشف عن وجه اردوغان الحقيقي مما دفع غالبية الاتراك الي تغيير صورتهم عنه وأكدوا رفضهم لا صلاحاته لو كانت علي حساب الحريه خاصة وانهم لم ينتفضوا لأن أردوغان كان يريد إقامة مشروع للتنمية علي أرض حديقة في اسطنبول, لكنهم غضبوا لأن المستفيد من المشروع هو شركة ابنه والمقربين منه في الحزب, ثم يحتمي في جلباب التقوي والورع, لكنه في الحقيقة انه حاكم مستبد طالب الامن بالتعامل بالبطش مع المتظاهرين وأمر الإعلام الحكومي بتجاهل مطالبهم, بل هدد المعارضة بأنه سيحشد ضدهم مليونا لو حشدوا ضده100 ألف. هذا هو الطيب اردوغان الذي يبحث عن زعامة في المنطقة علي حساب ثورة مصر التي اسقطت كل حسابات تيار الاسلام السياسي ولن يجني من موقفه هذا سوي الخسران [email protected]