احتل الدور الذي يلعبه الجيش المصري في المشهد السياسي في الفترة الحالية حيزا كبيرا من تقارير الصحف الغربية في أن الجيش يدفع البلاد في طريق الديمقراطية مستشهدة بأن انتخاب الرئيس المعزول محمد مرسي يشبه انتخاب أدولف هتلر بنسبة أصوات مثيرة للجدل. واتفقت كلا من صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية وصحيفة جلوب أند ميل الكندية علي أنه وبالرغم من ذلك قام الاثنان بإبطال القوانين ليكون الحزب الحاكم هو الحزب الواحد والأوحد في البلاد, والفارق هنا أن تاريخ العالم لن يذكر الجيش الألماني أو أنه وقف بجانب الشعب الألماني وأزال هتلر واستعاد الديمقراطية الحقيقية لكن التاريخ سيذكر أن الجيش المصري وقف إلي جانب الشعب في كل قراراته وعمل علي تحقيق إرادته حيث حافظ الجيش علي فرصة جديدة للديمقراطية. وأشارت التقارير إلي أن موقف واشنطن الجديد والذي أكده وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في قوله إن الجيش المصري جنب البلاد حربا أهلية وأنه شكل وضعا استثنائيا واختار بين الحياة والموت وخفض من احتمالات نشوب حرب أهلية بالإضافة إلي خفض قدر هائل من العنف كان متوقع حدوثه. ورأت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن المؤسسة العسكرية في مصر تحقق الاستقرار في ظل الاضطرابات السياسية والاقتصادية, بالإضافة إلي حرص الجيش علي عدم تكرار أخطاء الماضي, مضيفة أنها مازالت المؤسسة الموثوق بها في البلاد. ووفقا للصحيفة, فإن الشعب المصري ينظر للجيش علي إنه الملاذ والحامي ويحظي بالتبجيل والتقدير لدرجة أن المواطن يتغاضي عن بعض التجاوزات التي يحمله بعض الشرائح في المجتمع المصري مسئوليتها, موضحة أن الجيش الآن تعلم من أخطاء الفترة الانتقالية التي تبعت تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وما يثبت ذلك سعيه لتكوين سلطة مدنية بشكل سريع وتعتبر تلك السياسة للجيش المصري رسالة قوية تطمئن المستثمرين الأجانب وتدل علي أن مصر في طريقها للتعافي السياسي والاجتماعي والاقتصادي وخاصة في ظل مساعدات دول الخليج. وأوضح التقرير أن الرئيس المعزول محمد مرسي تعامل مع المؤسسة العسكرية بنوع من التكبر والغطرسة ورأي في نفسه أنه يستطيع التحكم بها وبتوجهاتها والسيطرة الكاملة عليها مشيرة إلي أن مرسي أساء تقدير الجيش. ووفقا لشبكة بلومبرج الدولية فإن الجيش يعمل علي إنقاذ الديمقراطية والدبلوماسية ولا يسعي للحرب حيث رأت أن المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد الأعلي للقوات المسلحة هو نتاج جيش مختلف وعالم مختلف عن الزعيمين الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات, فهو ليس رجل حرب بالمعني السائد ولكنه رجل دبلوماسي. وأضاف التقرير أن أهم ما يميزه هو ورعه الديني, وأن ما حدث في30 يونيو ووقوف الجيش مع إرادة الشعب كان نتاجا لعام من العلاقات الحادة بينه وبين مرسي وخاصة أن الجيش كان علي قناعة تامة بأن الجماعة تضع طموحاتها السلطوية والشخصية فوق مصالح الأمن القومي المصري. وفي لافتة خاصة رأت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية أن نجيب محفوظ الروائي المصري والحائز علي جائزة نوبل في الأدب عام1988 ألقي الضوء علي الاضطرابات الحالية في مصر وتنبأ بثورة30 يونيو في روايته ميرامار عام1967 حيث تناول فيها تداعيات ثورة مختلفة عن ثورة23 يوليو والمثالية السياسية والاقتصادية لجمال عبد الناصر والاشتراكية العربية من خلال أربعة من الشخصيات يمثل كل منها أيديولوجية مختلفة والذين يرون نفس السلسلة من الأحداث من وجهات نظر كل منهم وأوضح التقرير أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستحمل صراعا بين عدد من الأحزاب السياسية كما حملت رواية ميرامار