اتفقت تقارير عالمية علي أن كل المؤشرات تدل علي أن تحول مصر إلي الديمقراطية لن يكون سهلا وسوف يمر ببعض الاضطرابات خاصة بعد أن شهدت البلاد سلسلة من تصاعد السيناريوهات العنيفة إذ إن انسحاب أحزاب الإسلام السياسي من المشهد سوف يؤدي إلي استخدامها العنف لتحقيق أهدافها. ورأي أندرو كليجر المحلل السياسي بجامعتي ترينيتي وسايمون فريزر أن الرئيس السابق محمد مرسي وأنصاره يدافعون عن شرعية مفقودة ولابد أن يتحدد هدف جميع الأطراف حول تلبية احتياجات ومصالح متبادلة لوقف تصاعد حدة التوتر والعثور علي طريق للعودة إلي نهج يبتعد عن العنف الاستقطاب. ومن جانبه رأي ناثان براون المحلل السياسي بجامعة جورج واشنطن أن الديمقراطية نادرة إلي حد ما في الشرق الأوسط ولكن ما حدث في مصر هو فرض لإرادة الشعب بعد خروج الملايين للمطالبة بعزل مرسي. وأوضحت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن القوات المسلحة تحظي بدرجة كبيرة من المصداقية والثقة ومكانة كبيرة لدي الشعب المصري وأن أحداث الحرس الجمهوري الأخيرة لم تهز هذه الثقة واتفقت معها مجلة بوليسي ميك الأمريكية حيث أكدت أن الاستقرار يجب أن يأتي قبل الديمقراطية ولابد من الوصول إلي ثقة الشعب وسيادة القانون وحرية التعبير ونظام اقتصادي مستقر, مشيرة إلي أن قرارات القوات المسلحة كانت ضرورية وهناك العديد من السوابق التاريخية ولا سيما في جنوب غرب آسيا والتي تظهر أن الجيش كان بمثابة ضمانة وطنية لتوفير الاستقرار ومن أهم الأمثلة الدور الحيوي للمؤسسة العسكرية في استقرار تايلاند وكان آخرها في عام2006 خلال حكم ثاكسين شيناواترا. وأوضحت المجلة أن من يقول أن ما حدث في مصر بمثابة هجوم علي الديمقراطية يرسم صورة كاذبة لأن الجيش المصري بالفعل يتخذ خطوات لتحويل البلاد إلي الحكم الديمقراطي المدني وهو مدعوم بالدعم الشعبي, وأوضح التقرير أن أسوأ ما يمكن أن يواجه مصر يتمثل في المماطلة التي قد تقود البلاد إلي حرب أهلية ومن هنا سيكون التحدي الأكبر للجيش المصري الذي يتمثل في إطلاق عملية الانتقال إلي الديمقراطية وتحقيق توافق في الآراء بين جميع طوائف الشعب. وأوضحت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية أن سحب الشرعية من مرسي جاء لأنه كان أكثر تركيزا لمصالح جماعة الإخوان عن مصالح الشعب حيث كانت أهم أسباب الثورة علي نظام مبارك تزايد معدلات الفقر لدي جموع الشعب المصري في مقابل تزايد ثراء النظام وهو ما حدث بالضبط مع نظام مرسي فبدلا من تعيينه لأعضاء الجماعة في مواقع حساسة في البلاد كان لابد ان يكون حكومة تكنوقراط للمساعدة في إنقاذ الاقتصاد وإحياء الصناعات وقد أظهر تقرير الأممالمتحدة مؤخرا أن الفقر وانعدام الأمن الغذائي قد قفز في مصر بشكل ملحوظ حيث يناضل17% من السكان لتأمين ما يكفي من الغذاء في حين ارتفع معدل سوء التغذية إلي31% لدي الأطفال دون سن الخامسة, وأشار التقرير إلي أن ثمانين عاما من القمع المتواصل للجماعة أدي إلي فتح شهيتهم للسيطرة التامة علي منافذ السلطة في البلاد حيث أكد مايكل روبن المحلل في معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة أن مرسي استطاع أن يفعل في عام واحد ما استغرق من سلفه مبارك ثلاثة عقود كاملة, مضيفا أن سنة واحدة للإخوان في الحكم أدت إلي معاداة جموع طوائف الشعب المصري لهم حيث أظهرت آخر الإحصائيات أن73% من المصريين يعتقدون أن مرسي لم يقدم أي شيء جيد خلال فترة توليه الرئاسة. واتفقت كلا من صحيفتي واشنطن بوست وول ستريت جورنال علي أن الأحداث المتسارعة في مصر تمثل إحدي التطورات الإيجابية في الشرق الأوسط وأن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجدت نفسها في الجانب الخطأ تجاه الوضع السياسي في مصر للمرة الثانية, وتوقع التقرير أن يتجنب أوباما اتباع نفس السياسات الساذجة في تعاملها مع فترة ما بعد محمد مرسي حيث حاولت جماعة الإخوان استخدام الإدارة الأمريكية بعد صعودها إلي السلطة في مصر والشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتشديد قبضتها علي منافذ الحكم في مصر. ورأت كلا من مجلة فورين بوليسي وصحيفة واشنطن بوست أن هناك صراعا إعلاميا من جميع الأطراف حيث أكدت استطلاعات رأي للمركز الأمريكي ميمري المتخصص في مراقبة أداء الإعلام العربي أن قناة الجزيرة تقوم بالانحياز للرئيس المعزول وجماعة الإخوان وبشكل مبالغ فيه وأضاف ستيفين يتاينسكي المدير التنفيذي للمعهد بأن الجزيرة تقف بجانب مرسي بطريقة غير معتادة أثناء تغطيتها للاضطرابات في مصر وذلك لعلاقاتها التاريخية بالإخوان وكان الإعلامي وضاح خنفر مدير الجزيرة السابق عضوا بالجماعة. ويري المحلل الأمريكي نيل كلارك أن الاضطرابات الحالية هي أعمق أزمة مرت علي مصر وإنها تصعيد خطير للغاية مضيفا أن الحوار السياسي يجب أن يستمر حيث أن مرسي لم يخسر سلطته إلا بسبب عدم ارتقائه إلي مستوي الوعود الاقتصادية ولأنه لم يكن يتبع السياسات السليمة ولم يخسرها لأنه كان ينتمي إلي جماعة الإخوان المسلمين, وأشار إلي أن هناك علامات تفاؤل خاصة بعد إعادة صياغة دستور البلاد وتشكيل حكومة تكنوقراط وانتخابات سريعة وسيكون للأحداث في مصر دور في تغيير ميزان القوي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث عن أن مصر دولة محورية في هذه المنطقة المضطربة.