عندما انتخب الشعب المصري محمد مرسي بنسبة51% لم يمنحه صكا علي بياض وإنما كان هناك عقد بين الطرفين يقوم بموجبه بتنفيذ مطالب الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية وبعد انقضاء عام كامل علي تولي مرسي الحكم لم يتحقق خلاله مطلب واحد من مطالب الثورة ولم يتحقق أي إنجاز علي أرض الواقع في أي مجال من مجالات الحياة ولم تتحرك عجلة التنمية قيد انملة إلي الإمام بل رجعت خطوات إلي الخلف وساءت أحوال الناس المعيشية بشكل كبير وتقهقرت الخدمات بشكل خطير وتوالت الأزمات الخانقة التي لم تشهدها البلاد في أي فترة من الفترات السابقة حتي في أوقات الحرب وحولت حياة المواطنين إلي جحيم وليست أزمات السولار والبنزين وانقطاع التيار الكهربائي والانفلات الأمني ببعيدة عن الأذهان والتي انفرجت تماما عقب سقوط المعزول مباشرة والتي أكدت بما لايدع مجالا للشك أن السولار والبنزين كان يتم تهريبهما إلي قطاع غزة عبر أنفاق التهريب ومن أهم أسباب سقوط الإخوان المروع والسريع هو انشغالها الكامل بعملية الأخونة والتمكين والسيطرة علي كل مفاصل الدولة وتفرغها لعمليات تصفية الحسابات والانتقام من الجميع وعدم الشفافية في إدارة شئون البلاد وسياسة التمكين هي التي أدت بالرئيس المعزول لاستصدار الإعلان الدستوري المشبوه الذي تضمن تحصين قراراته وتحصين مجلس الشوري الذي تم انتخابه ب7% من إجمالي عدد الناخبين وعندما أخل الرئيس المعزول بتعهداته ووعوده التي قطعها علي نفسه من خلال برنامجه الانتخابي المزعوم وبرنامج النهضة الوهمي خرج عليه الشعب بعشرات الملايين في كل شوارع وميادين مصر في ثورة شعبية مجيدة في الثلاثين من يونيو الماضي رافعا له الكارت الأحمر مطالبا برحيله ومستنجدابجيش مصر العظيم الذي كان ولايزال عند حسن ظن الشعب بهولبي النداء ووقف كعادته خلف شعبه ونحمد الله علي وصول الإخوان إلي سدة الحكم وسقوطهم السريع حتي يكتشف الناس حقيقتهم التي أكدتها التجربة وهي انهم جماعة تستخدم العنف وتتستر خلف الدين الإسلامي وتفتقد إلي كل معاني الوطنية والانتماء إلي بلدنا الغالي الحبيب مصر.