صرحت فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولي بأن الاتفاقيات التي قامت بتوقيعها أمس مع الجانب الإيطالي حول مساعدة ايطاليا لمصر في تطهير الساحل الشمالي من الالغام التي زرعت به منذ الحرب العالمية الثانية ومخلفات تلك الحرب والتي قدرتها الأممالمتحدة ب17 مليون لغم وجسم قابل للانفجار وأوضحت أبوالنجا أن هذه المنطقة تمثل22% من مساحة مصر, وأن هذه الألغام قد زرعتها الدول المتحاربة في الحرب العالمية الثانية ومنها ايطاليا وهناك خطة قومية مصرية لازالة هذه الالغام من أجل تنمية هذه المنطقة التي كانت أكثر مناطق العالم ثراء, حيث كانت سلة غذاء الامبراطورية الرومانية وبها امكانيات زراعة الحبوب والغلال هو سيوفر لمصر فرصة كبيرة لزراعة هذه المنطقة بالقمح لسد العجز الحالي من الخارج فضلا عن امكانيات هائلة في مجال التنقيب واستخراج البترول والغاز من هذه المنطقة, والتي يمكن ايضا أن تقام فيها مناطق صناعية تجذب المزيد من الاستثمارات خاصة ان بالمنطقة موارد معدنية كثيرة يصعب استخراجها حاليا بسبب الالغام المنتشرة هناك. وأضافت الوزيرة أنه تم في اطار التعاون مع الشركاء الدوليين ومع القوات المسلحة المصرية ازالة3 ملايين لغم وتم تنمية بعض المناطق بالزراعة وأخري وجد بها آبار للغاز الطبيعي والبترول, كما أن هذه المنطقة تتوافر بها امكانيات ضخمة وهائلة للسياحة بكل أنواعها التاريخية والترفيهية والاستشفائية وسياحة السفاري ويوجد في هذه المنطقة33 نوعا من الأعشاب الطبية والتي في حالة تنميتها يمكن أن تساهم في اقامة صناعة طبية وأدوية تصدير هذه الأعشاب للخارج. وأوضحت الوزيرة ان الاتفاقات التي وقعت مع الجانب الايطالي وتسعي مصر لتوقيعها مع باقي الشركاء الدوليين تهدف لتنمية الساحل الشمالي وهو مامن شأنه توليد الآلاف من فرص العمل وجذب المزيد من السكان من مناطق التكدس في الدلتا والصعيد اليها حيث من المتوقع ان تجذب في حدود من3 الي4 ملايين نسمة. وأضافت ان الاتفاقات التي وقعت مع الجانب الايطالي ستساهم في تنمية هذه المنطقة من خلال ازالة الالغام وثانيا من خلال اقامة مناطق زراعية في زراعات محددة كالزيتون والتمور والتي لا تستهلك سوي مياه قليلة, وستمول الحكومة الايطالية هذه المشروعات وفقا للاتفاق, كما ستقدم لمصر معدات متطورة وتكنولوجيا ازالة الالغام وانه من المتوقع في حال توسيع هذا التعاون زراعة180 ألف فدان, كما ستتوافر فرص كبيرة في مجالات توسيع المراعي, ومن ثم التربية الحيوانية لتلبية احتياجات مصر من اللحوم. وأضافت الوزيرة انه من خلال القوات المسلحة تم تطهير3 آلاف فدان غرب منطقة الحمام لاقامة مدينة العلمين الجديدة, كما تم تطهير30 ألف فدان للاستثمار الزراعي في هذه المنطقة وشددت الوزيرة علي ان هذا الاتفاق سوف يكون بادرة مشجعة لخطوات أخري سواء مع ايطاليا أو مع الدول الأخري كما انه سيساهم في زيادة اهتمام الرأي العام المحلي والدولي بهذه القضية. وأكدت أبوالنجا ان الاتفاق الاخر الذي تم توقيعه أمس فيما يتعلق بالتعاون الثلاثي بين مصر وايطاليا واحدي الدول الافريقية يعد تجربة ناجحة سبق تطبيقها مع اليابان, وأنه سيتم تطبيقها مع شركاء دوليين اخرين وبما يساهم في تدعيم أولا التنمية في الدول الافريقية خاصة دول منطقة حوض نهر النيل والبحيرات العظمي, وثانيا سيساهم في تعزيز الدور المصري في هذه المنطقة, وافريقيا بشكل عام, وأن الاتفاق يبدأ تنفيذه بالتعاون مع ايطاليا في مجالات الصحة والزراعة في دول مثل اثيوبيا والسودان, كما سيكون هناك تعاون في مجالات الطاقة والنقل وتمويل المزيد من المشروعات الأخري. وأكدت الوزيرة أن الاتفاق الثالث الذي وقعته أمس في مجال مبادلة الديون سيساهم في توفير الآلاف من فرص العمل للشباب المصري حيث سيتم تحويل أقساط من الديون وفوائدها المستحقة علي مصر لايطاليا الي منح لتمويل انشاء مدارس ومستشفيات واقامة بنية أساسية وهو من شأنه ان يساهم في مجال التنمية البشرية, وايجاد المزيد من فرص العمل, حيث تم من خلال هذا البرنامج اقامة مدينة صناعة الجلود والممر الأخضر لربط مواني البلدين, وأنه في هذا الاطار تمت مبادلة700 مليون دولار مع ايطاليا وألمانيا وسويسرا, وأن مصر ستسعي لتطبيق هذا البرنامج مع دول أخري.