أكدت صحيفة( الاندبندنت) البريطانية أمس أن الولاياتالمتحدة لا تزال تعتزم المضي قدما في تسليم أربع طائرات مقاتلة من طراز( اف16) إلي مصر في الأسابيع المقبلة بما يعني استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر والتي تقدر بنحو1.5 مليار دولار سنويا. وذكر مصدر أمريكي رفض نشر اسمه أن الطائرات الأربع الموجهة للجيش المصري هي جزء من المساعدات العسكرية التي تعتزم واشنطن مد مصر بها بينما رفضت( لوكهيد مارتن) وهي أكبر مورد للاسلحة للبنتاجون الامريكي وجزء أساسي من المجمع الصناعي العسكري الأمريكي التعليق علي هذه الأنباء. وتعد مصر أول دولة عربية تحصل علي طائرات ال اف16 الامريكية منذ توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل عام.1979 وأشارت الصحيفة الي ان هناك ثمانية طائرات اف16 أخري من المقرر أن يتم تسليمها لمصر في ديسمبر المقبلة حيث تعد الطائرات جزءا من20 طائرة من نفس الطراز منها ثمانية قد تم تسليمها بالفعل. وفي سياق ذي صلة كشفت مجلة( فورين بوليسي) الأمريكية المتخصصة في السياسة الخارجية عن توجيه حزب الشاي الأمريكي المعارض لأوباما انتقادات لاذعة له نظرا لسياسته في الآونة الأخيرة ازاء مصر خاصة فيما يتعلق بدعم الإدارة الأمريكية لحكم الإخوان المسلمين في مصر علي الرغم من انتشار المظاهرات المعارضة لسياساتها في الشوارع طوال العام الذي حكم فيه الرئيس السابق محمد مرسي. وانتقدت المجلة تعامل واشنطن مع الأوضاع في مصر عقب اندلاع ثورة30 يونيو الماضية من خلال التذبذب الواضح في موقف الإدارة لدعم الشرعية الثورية والحديث غير المعلن علي لسان الرئيس أوباما حول وقوع انقلاب عسكري في مصر. وأكدت فورين بوليس أن موجات الاحتجاجات في شوارع ومحافظات مصر ضد حكم الرئيس السابق محمد مرسي علي مدي العام الذي حكم فيه البلاد دليل واضح علي أن تلك الفترة كانت تفتقر حتي المكونات النفسية الأساسية للانتقال للديمقراطية. وأشارت المجلة إلي أن الحكومة المصرية المؤقتة أخذت خطوة مهمة في اختيار الاقتصادي المعتدل حازم الببلاوي رئيسا للوزراء ووضع جدول زمني سريع جدا لمدة ستة أشهر لإجراء انتخابات, وإعادة كتابة الدستور المصري, وإعادة البلاد إلي الحكم المدني. وذكرت المجلة أنه يبدو واضحا تماما أن الجيش المصري لا يريد أن يكون في مقعد السائق لهذا كله, ولكنه يري أنه لم يكن هناك خيار إلا التدخل لحقن دماء المصريين. وختمت تقاريرها مؤكدة أن الإدارة الأمريكية لن تستطيع توجيه مصر نحو التحول الديمقراطي حتي من خلال المعونات وأن هذا لا يمكن أن يحدث إلا من خلال قيادة مصرية أصيلة قادرة علي تكوين ائتلاف لعمل الأحزاب والأفراد يكون لديهم الاستعداد للعمل معا من أجل المصلحة الوطنية.