تباينت آراء الأحزاب حول الاعلان الدستوري الذي أصدره المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت, فيما اعترضت أحزاب المصريين الأحرار والدستور والمصري الديمقراطي والنور والوسط, رحب حزب الوفد, ووصفه بأنه جيد ولا يؤسس لدولة ديكتاتورية كما يردد البعض. وأعلن حزب المصريين الأحرار, تحفظه علي الإعلان الدستوري الذي أصدرته الرئاسة المؤقتة للبلاد, وأبدي الحزب اعتراضه علي الطريقة التي صدر بها هذا الإعلان, بدون التشاور مع الأحزاب والقوي الوطنية والثورية, التي كان من أهم أسباب ثورتها في30 يونيو هو ضرورة كتابة دستور جديد للبلاد, يحافظ علي الهوية المصرية ويؤسس لبناء دولة ديمقراطية حديثة. وأكد الحزب, رفضه القاطع لمحاولة فصيل بعينه فرض شروطه, ومرجعيته المذهبية والطائفية علي دستور مصر, كما رفض أيضا أي محاولة من جانب الرئاسة وصانع القرار لإرضاء فصيل معاد للثورة, ومعارض لأهدافها ومطالبها, وهو الأمر الذي يهدد بأن تخسر مؤسسة الرئاسة الجميع أو تتم إعادة انتاج النظام السابق بطريقة أخري. وشدد الحزب علي رفضه لإعادة ترقيع دستور2012 والتعامل مع المستقبل الدستوري للبلاد, بأيد مرتعشة لا تليق بطموحات الملايين, التي خرجت لاسقاط نظام عنصري ومذهبي, يقوم علي خلط الدين بالسياسة والحكم المطلق باسم الدين. واعتبر الحزب النص المعلن للمادة الأولي من الإعلان الدستوري, إهانة للشعب المصري لأنها تقوم من منطلق مذهبي بتعريف الشريعة الاسلامية للمصريين, الذين يعرفون شريعتهم ويؤمنون بمبادئها السمحة وبقيمها الانسانية الرفيعة, علي اختلاف انتماءاتهم الفكرية والعقائدية, وأكد الحزب أن هذا التعريف القاصر, كان واحدا من أهم أسباب السخط الشعبي العارم علي دستور.2012 كما أبدي الحزب تحفظه علي المادة10 التي تتسم بالغموض, وعدم الرفض الصريح للأحزاب التي تتخذ من الدين, ستارا لدعوات عنصرية إقصائية, موضحا أن الثورة رفضت بشكل قاطع وجود أحزاب دينية, لا تؤمن بالديمقراطية ومدنية الدولة, التي تقوم علي المواطنة والمساواة المطلقة بين المواطنين وعدم التمييز, والاحترام الكامل لحقوق المرأة. واعترض الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور, علي الإعلان الدستوري, مؤكدا رفض الحزب لأن تكون اللجنة المنوط بها تعديل الدستور, معينة من قبل رئيس الجمهورية وغير منتخبة من الشعب. وطالب مخيون, بأن تكون اللجنة التي يسند إليها تعديل الدستور منتخبة من الشعب كما نص الدستور عليها وكما تم الاتفاق علي ذلك مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع, في جلسة حوار خارطة الطريق التي حضرها شيخ الأزهر. وأكد ضرورة أن تختار لجنة تعديل الدستور من خلال مجلس النواب المنتخب من الشعب مضيفا أن الطريقة التي جاء بها الإعلان الدستوري, أعطت رئيس الجمهورية الحق في كل هذه التعديلات بنسبة100% فهو من يقوم بتشكيل لجنة الخبراء وهو من يشكل لجنة تعديل الدستور معتبرا ذلك افتتاء علي الشرعية ومنحة من الحاكم لانقبلها في حين أن اللجنة التي وضعت الدستور الموقوف, كان إختيارها من أعضاء مجلسي الشعب و الشوري المنتخبين من الشعب. وأشار إلي أنه تم الاتفاق في حوار خارطة الطريق علي عدم المساس بمواد الهوية و الشريعة وهي مواد2 و4 و81 و219, إلا أن الإعلان الدستوري وللأسف لم يتم الوفاء بذلك, حيث دمجت المادة الثانية و المادة219 في الإعلان الدستوري, واهمال باقي المواد, وهو ما يخالف ما تم الاتفاق عليه. ووصف الدكتور أيمن أبو العلا أمين الشئون البرلمانية بالحزب المصري الديمقراطي, الإعلان الدستوري بأنه جيد في مجمله ولكن فيما يخص اللجنة الدستورية, أوضح أن آلية الموافقة علي الدستور لم تكن واضحة ولم يذكر الإعلان أنها ستكون, من خلال نسبة الثلثين التي طالما طالبنا بها من قبل حتي يخرج بالتوافق, كما أنه لم يقر وجود اللجنة القانونية كعضو أساسي في اللجنة الثانية المجتمعية حتي تستطيع أن تكتب النصوص المعدلة بصيغتها القانونية دون خطأ. وأضاف: كنا نرغب في إعادة كتابة الدستور ولكن لا مانع من التعديل, فيه الآن خاصة وأن الفترة الانتقالية, يجب أن تمر في أسرع وقت, وتابع:إن استطعنا أن يتم تعديل الدستور في وقت أقل فلا مانع, وذلك حتي تنتقل سلطة التشريع, من الرئيس الي مجلس نواب منتخب في الوقت الذي برر فيه الصلاحيات, التي اعطاها الاعلان للدستور, بعدم وجود مؤسسات منتخبة في الوقت الحالي. كما أعلن حزب الوسط, رفضه الاعلان الدستوري شكلا وموضوعا, وقال إن الاعلان الدستوري يعصف بالإرادة الشعبية, ويمهد لتزوير إرادة المواطنيين. وأشار إلي أن جميع الاجراءات والخطوات المتضمنة, داخل الاعلان الدستوري ستتم في ظل سيطرة عسكرية كاملة, ولجان معينة غير منتخبة, وأفراد مختارين بالاسم لضمان ولائهم. وكشفت مصادر بحزب الدستور, عن أن هناك اعتراضات من قبل الحزب علي الاعلان الدستوري, حيث ووصفوه بالسيئ. ووصف الدكتور عبد الله المغازي المتحدث الرسمي باسم حزب الوفد, بأنه جيد, وقال إن الاعلانات لا يجب أن تتضمن الكثير من الموضوعات, وإنما ما يهم المرحلة الانتقالية فقط, مشيرا إلي أن الاعلان الدستوري لا يؤسس لدولة ديكتاتورية مثلما يردد البعض.