تواصلت أمس ملحمة30 يونيو حيث خرجت الملايين, لتؤكد من جديد علي شرعية الشعب, صاحب السلطة الحقيقي, في إدارة هذا البلد, وأكدت جموع المواطنين التي تدفقت علي الميادين, والشوارع انها ماضية في ثورتها ضد الاستبداد, وان عقارب الساعة لن تعود الي الوراء, مهما حاول فلول الاخوان تشويه سلمية الثورة, وتلطيخ أيديهم بدماء المصريين الابرياء. قالتها ملايين المواطنين أمس عالية مدوية, ان الثورة المصرية, لن ترضخ لضغوط امريكا, لن تركع لغطرسة سكان البيت الابيض, وانها مصرة علي المضيقدما في طريقها نحو استقلال القرار الوطني مهما تكن التكلفة, ومهما تبلغ التحديات. بل ان الثورة عازمةعلي إسقاط الغطاء عن العلاقة السرية المشبوهة التي جمعت مثلث الشيطان الاخوان والامريكان, والصهاينة, في صفقة خبيثة, للنيل من استقلال البلاد... جاءت الرسائل واضحة من الميادين التي امتلأت عن آخرها, لتقول إن مصر شعبا وجيشا يد واحدة, وأن الشرعية الثورية, التي عزلت الرئيس المستبد, ووضعت النهاية لجماعة فاشية, لن تتسامح, او تتصالح مع المتورطين في قتل المصريين, أو مع حملة السلاح, أو دعاة العنف والارهاب, ولن يقبل المصالحة إلا في حالة إلقاء السلاح, وان ينال كل من امتدت يده بسوء علي المصريين العقاب الرادع, والقصاص المناسب. الرسالة الاهم التي خرجت من الميدان ان خارطة الطريق التي اعلنها الفريق عبد الفتاح السيسي, هي الوثيقة الوحيدة التي تحدد مسار المرحلة الانتقالية, ان المضي في تنفيذها لا خيار فيه باعتباره تكليفا من الشعب صاحب القرار والسلطة الشرعية في البلاد, ومن ثم ان القوي الوطنيةمطالبة بالتوافق حول استحقاقات المرحلة الراهنة والاسراع في تشكيل حكومة انتقالية, تنتشل البلاد من ازمة اقتصادية خطيرة, وتعيد عجلة الانتاج, حتي يطمئن المواطن علي مستقبل البلاد, وعلي ثورته. وفي تقديري ان الروح الثورية الجديدة التي تجلت منذ30 يونيو قادرة علي تخطي ما ظهر من عقبات في اختيار شخصية رئيس الوزراء, وتجاوز أي خلافات في وجهات النظر, ويقينا ان الجميع يسعي الي تحقيق صالح الوطن, في هذا التوقيت الحرج, وليعلم الجميع ان العالم يتابع ما يحدث في مصر بانبهار ولا اعتقد ان احدا من اللاعبين علي المسرح بما فيهم حزب النور يريد إفشال الثورة, لأن لها شعبا يحميها وجيشا يدافع عنها.