سيطرت حالة من الهلع علي أسواق المال المصرية بشقيها الأسهم والسندات بالبورصة من جانب, وسوق صرف العملات الأجنبية ومن جانب آخر, من جراء التذبذب والغموض الذي بات العنوان الرئيسي لأسواق المال العالمية خاصة الأوروبية منها. فقد تلقت البورصة المصرية ضربة موجعة خلال تعاملات أمس الاربعاء في ظل عمليات بيع واسعة شهدتها من جانب المستثمرين العرب والاجانب, ليفقد المؤشر الرئيسيEGX30 نحو272 نقطة تمثل نسبة4.3% من قيمته. الدكتور أيمن متولي رئيس الجمعية المصرية للتمويل والاستثمار أوضح أن المشكلة بالنسبة للمستثمرين المصريين تكمن في الصغار منهم والذين يتعاملون بنظام الرصيد في شركات الأوراق المالية, فعند حدوث انخفاض في الأسعار تقوم شركات السمسرة بتسوية مديونيتها, وبالتالي يضطرون إلي البيع, مما يسبب لهم خسائر كبيرة. من جانبه, أكد الدكتور حسام السيد خبير أسواق المال أن هناك عدة عوامل وراء الانخفاض الحاد الذي شهدته أسعار الأسهم بالبورصة المصرية أمس, وفي مقدمتها علي المستوي الدولي زيادة نسبة إفلاس الشركات الكبري المدرجة في الأسواق والبورصات العالمية فضلا عن أزمة اليونان التي تهدد الاتحاد الأوروبي كله. وعلي المستوي المحلي ارتفعت نسبة الاستردادات من جانب صناديق الاستثمار مما أضعف دورها داخل السوق, ودفع العديد منها للمشاركة في عملية الهبوط من خلال القيام بعمليات بيع, وفي النهاية يتحمل صغار المستثمرين النسبة الأكبر من الخسائر. في حين برر حسام أبوشملة, المحلل المالي التراجع الذي حدث في أسعار الأسهم بالبورصة بالقرارات الرقابية الجديدة التي أصدرتها هيئة الرقابة المالية مؤخرا التي أدت إلي تخوف العديد من المستثمرين وبالتالي القيام بعمليات بيع واسعة. وبالنسبة للسوق المصرفية فمازال مسلسل هبوط اليورو مستمرا متأثرا بتداعيات أزمة اليونان في ضوء التحذير الألماني من القيام بعمليات بيع للأوراق المالية علي المكشوف, مما أثار حالة من عدم اليقين بإمكان نجاح خطة الانقاذ الأوروبية لمعالجة الأزمة اليونانية, مما ساهم في تراجع سعر اليورو أمام الدولار والين. فقد أكد محمد الأبيض رئيس الشعبة العامة للصرافة باتحاد الغرف التجارية أن اليورو انخفض في السوق المصرفية المصرية حتي الآن بنسبة تراكمية بلغت نحو30% وأن هذا الانخفاض أثر بصورة كبيرة علي شركات الصرافة التي لديها كميات كبيرة من العملة الأوروبية, ولم تتمكن من بيعها قبل انخفاض الأسعار. ومن جانبه, أكد علي الحريري, نائب رئيس الشعبة العامة للصرافة أن السوق المصرفية المصرية تشهد حاليا عمليات شراء كبيرة من جانب المستثمرين, علي أمل أن يحققوا أرباحا رأسمالية مستقبلية عندما يتمكن الأوروبيون من السيطرة علي أزمة اليونان والحيلولة دون امتدادها إلي بلدان أخري مثل اسبانيا والبرتغال. وكان سعر صرف اليورو قد انخفض في البورصات العالمية أمس بنسبة0.1% أمام الدولار ليغلق عند مستوي1.2168 دولار, كما هبط بنسبة1% أمام الين ليغلق عند مستوي110.88 ين, وهو أدني مستوي له خلال أسبوعين, في حين بلغ سعر اليورو امام الجنيه في السوق المصرية6.95 جنيه للبيع و6.85 جنيه للشراء.