بينما مازالت دول العالم في عصرنا الحاضر تنادي بالقضاء علي التمييز ضد المرأة , الا ان الشريعة الاسلامية قضت علي هذا التمييز منذ أربعة عشر قرنا من الزمان ففي18 ديسمبر1979 اعتمدت الجمعية العمومية للأمم المتحدة القضاء علي جميع أشكال التمييز ضد المرأة من(30 مادة) المادة13ومضمونها أن تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة للقضاء علي التمييز ضد المرأة في المجالات الأخري للحياة الاقتصادية والاجتماعية لكي تكفل لها علي أساس تساوي الرجل والمرأة في نفس الحقوق سواء أكانت الاستحقاقات الأسرية,الحق في الحصول علي القروض المصرفية والرهون العقارية وغيرها من أشكال الائتمان المالي. تعقيب:من المعروف أن للمرأة في الإسلام ذمة مالية مستقلة حتي لو أنفق الرجل عليها, فلها مالها الخاص بها سواء أكان من إرث أو عمل أو تجارة أوغير ذلك, يقول تعالي بشأن الإرث للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أوكثر نصيبا مفروضاالنساء(7) ويقول جل وعلا:( ولاتتمنوا مافضل الله بعضكم علي بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساءنصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله ان الله كان بكل شيء عليما) النساء/32 الجزء الرابع من الاتفاقية: ويشتمل علي المادتين16,15 المادة:15 ومضمونها أن تمنح الدول الأطراف المرأة المساواة مع الرجل أمام القانون في جميع الشئون المدنية أهلية قانونية مماثلة لأهلية الرجل خاصة في إبرام العقود وإدارة الممتلكات, وتعاملها علي قدم المساواة في جميع مراحل الإجراءات المتبعة في المحاكم والهيئات القضائية. تعقيب: للمرأة في الإسلام حرية خاصة بها تمنحها( الأهلية القانونية) سواء في إطار حياتها الشخصية في الزواج والطلاق والخلع..وغير ذلك, أو في إطار الحقوق الاقتصادية, فلها ذمة مالية مستقلة, ولها أن توكل غيرها, ولها حق الوكالة أي: أن يوكلها غيرها عنه..ولها حق إبرام العقود وغيرها..وحق الوقوف أمام المحاكم والقضاء, والإعراب عن رأيها, بل إنها قد تفد من قبل من يفوضها في ذلك, فقد وفدت أسماء بنت يزيد الأنصارية الأشهلية إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وقالت:( بأبي أنت وأمي يارسول الله, أنا وافدة النساء إليك, ومن ورائي جماعة نساءالمسلمين كلهن, يعلمن بقولي وعلي مثل رأيي) ثم عرضت قضيتها فأجابها النبي صلي الله عليه وسلم بما أثلج صدرها وصدور النساء اللائي أرسلنها مما يؤكد مكانة المرأة في الإسلام, وفي عرض قضيتها علي أعلي سلطة في الدولة وهي سلطة رئيس الدولة ونبي الأمة صلي الله عليه وسلم, واحترام رأيها أمام جميع الحضور من رئيس الدولة. المادة16 ومضمونها أن تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة للقضاء علي التمييز ضد المرأة في جميع الأمور المتعلقة بالزواج والعلاقات الأسرية, وعقود الزواج والطلاق... الخ تعقيب: سبق الاسلام كل هذه الحقوق للمرأة منذ أربعة عشر قرنا من الزمان, فلم يترك الإسلام حقا من حقوق الإنسان إلا وأدلي بدلوه فيه خاصة( حقوق الزوجين) اللذين هما نواة الأسرة والمجتمع الإسلامي كله, والوعاء الذي يحتضن الأبناء ويحوطهم بالرعاية والحب والود والرحمة والمودة,لذا كان أساس العلاقة الزوجية المودة والرحمة , يقول تعالي:(ومن أياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) الروم/21 وقبل كل ذلك عليها أن توافق علي الزوج المتقدم لها إما صراحة أوضمنا لذلك اهتم الاسلام بحسن اختيار الزوجين بعضهما لبعض, والكفاءة بينهما مطلوبة يقول صلي الله عليه وسلم: تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء وانكحوا إليهمسنن ابن ماجة كتاب النكاح باب الأكفاء كما أمر الإسلام بالعلانية في الزواج, كما أمر بأن يكون للمرأة ولي, احتراما لكيانها, وأن يقدم الزوج لزوجته مهرا تقديرا لها. كذلك أمر الإسلام بالمعاشرة بالمعروف والحسني بين الزوجين يقول تعالي وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا النساء/19ويقول تعالي( فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولاتمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه)البقرة/231 ومقابل ذلك فضل الله تعالي الرجال بالقوامة وعلي النساء حفظ غيبة الزوج وطاعته فيما أطاع الله, يقول تعالي( الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله) النساء/14 فالزوج لأنه مكلف بالإنفاق علي المرأة وحمايتها ورعاية شئونها, فله أيضا فضل القوامة عليها والطاعة له فيما أحل الله لذا علي المرأة أن تحسن معاشرة زوجها وأن تكون في مظهر جميل مقبول أمامه, وأن تطيعه في غير معصية الخالق جل وعلا ففي حديث رواه أبو إمامة رضي الله عنه ورسول الله صلي الله عليه وسلم قال ما استفاد المؤمن من بعد تقوي الله خيرا له من زوجة صالحة ان أمرها أطاعته, وإن نظر اليها سرته, وأن أقسم عليها أبرته, وإن غاب عنها حفظته في نفسها ومالهأخرجه ابن ماجة في كتاب النكاح باب أفضل النساء, والسيوطي في الجامع الصغير وبذلك نري أن المرأة المسلمة نالت في ظل الشريعة الإسلامية مالم تنله المرأة في عصرنا الحديث في أكثر الدول تقدما بل ومن خلال المنظمات الدولية التي تكاتفت لإصدار الوثيقة الدولية للقضاء علي جميع أشكال التمييز ضد المرأة, فصدق الله جل وعلا, وصدق رسوله الحبيب وخاتم النبيين محمد صلي الله عليه وسلم الذي بلغ رسالته وأدي أمانته علي أحسن مايحب ويرضاه ربه الكريم. رابط دائم :