تسببت المزارع السمكية المقامة بمنطقه قلابشو وزيان بمركز بلقاس في تلف الزراعات بتلك الأراضي بسبب استخدام أصحاب المزارع مياه الترع التي من المفترض ان تروي الأراضي المستصلحة بتلك المنطقة. يقول ناجح محمود طه من جمعية أبوماضي للاستصلاح الزراعي أنه علي الرغم من مرور أكثر من25 عاما علي صدور قرار وزير الزراعة الاسبق الخاص بتخصيص مساحة50 الف فدان من الاراضي الصحراوية بمنطقة قلابشو وزيان مركز بلقاس للاستزراع النباتي دون السمكي عن طريق10 جمعيات لاستصلاح الأراضي بالدقهلية وقرار مجلس محلي المحافظة والمحافظ السابق بعدم السماح بوجود مزارع سمكية بعد يوليو من نفس العام وإزالة جميع المزارع السمكية المخالفة فإن الفترة الاخيرة شهدت هجمة شرسة من قبل عدد كبير من اصحاب هذه الاراضي الذين اقاموا1038 مزرعة سمكية بجمعيات استصلاح الأراضي العشر التهمت7800 فدان من الأراضي المستزرعة ضاربين بقرارات الوزير والمحافظ والمجلس المحلي عرض الحائط. ويضيف محمود عبد العزيز مزارع: اتخذ مجلس محلي المحافظة قرارا بإزالة جميع المزارع السمكية من جمعيات استصلاح الاراضي العشر بقلابشو وزيان تنفيذا لتوجه الدولة نحو الاستزراع النباتي دون السمكي, حيث ان الدولة غنية بالمساحات المائية المتمثلة في البحرين الأبيض والأحمر و10 بحيرات في الشمال والجنوب, علاوة علي أن الدولة صرفت105 ملايين جنيه علي اعمال البنية الاساسية بهذه المنطقة إلي جانب500 مليون جنيه تحملتها هذه الجمعيات لإقامة البنية الأساسية من طرق وترع ومصارف من أموالهم الخاصة وجهودهم الذاتية وكان المحافظ السابق قد اعطي اصحاب المزارع المخالفة مهلة تنتهي في يوليو من عام2003 يتم بعدها إزالة جميع المزارع المخالفة تنفيذا لقرار مجلس محلي المحافظة بهذا الشأن وقال إن وجود هذا العدد الكبير من المزارع السمكية أدي إلي تدمير أهداف الدولة في التوسع الزراعي وأن المحافظ الحالي اللواء صلاح الدين المعداوي اعطي ايضا أصحاب المزارع المخالفة مهلة لإزالتها إلا أن عدد الذين التزموا بهذا القرار لم يتجاوز54 منهم فقط. ويؤكد محمد منصور العيسوي مزارع أن هيئة التعمير والتنمية الزراعية بوزارة الزراعة بدأت في مطالبة الجمعيات العشر بسداد50 مليون جنيه تمثل قروضا كانت الدولة قد أسهمت بها في تنفيذ البنية الأساسية لأراضي جمعيات قلابشو وزيان. حيث انه عند زيارة رئيس مجلس الوزراء الدقهلية في عام2002 كان قد قرر مساهمة الدولة بمبلغ100 مليون جنيه لتطوير واستكمال البنية الاساسية بالمنطقة علي ان تتحمل الجمعيات نصف المبلغ بعد تشغيل محطة الصرف الزراعي الرئيسية الا ان المحطة واجهت العديد من العراقيل ولم تعمل الا في نهاية عام2011 وكان من المفروض ان تعمل منذ عام2004 مما أدي إلي تأخر عملية الاستزراع بالمنطقة,فضلا عن نقص مياه الري الشديد بسبب المزارع السمكية التي تستولي علي حصتنا من مياه الري. ويطالب العيسوي بأن تتحمل الدولة مبلغ ال50 مليون جنيه كاملة حتي لا تضاف أعباء جديدة علي كاهل أصحاب هذه الاراضي الذين تحملوا مبلغ500 مليون جنيه من قبل لتنفيذ البنية الاساسية بجهودهم الذاتية. ويضيف عبد الجواد سويلم مهندس زراعي قائلا: إنه بالرغم من مرور نحو9 سنوات علي قرار المحافظ السابق الخاص بإزالة جميع المزارع السمكية المخالفة بالمنطقة فإنه للاسف الشديد زادت مساحة المزارع السمكية علي حساب الأرض الزراعية المستصلحة زيادة كبيرة ولا يمر يوم الا وتنشأ مزارع سمكية جديدة مما أدي الي نقص مياه الري وبوار الاراضي خاصة اثناء فصل الصيف وهذه المزارع تعتمد في تغذيتها علي المياه المالحة في حالة انخفاض منسوب المياه العذبة في الترع الرئيسية, خاصة ترعة الامل بقلابشو عن طريق فتح المصارف في هذه الترع, مما أدي الي اختفاء مساحة الأرض التي كانت زراعية يانعة بما لا يقل عن80% من مساحة أرض جمعية الأمل إلي جانب استهلاك هذه المزارع نحو90% من المياه العذبة التي ترد لترعة جمعية الامل الرئيسية. وأضاف أن وزير الموارد المائية والري الأسبق سبق أن اكد انه لا تهاون في التطبيق الكامل للعقوبات المقررة قانونا الخاصة بالاستخدام الجائر للمياه وانه ستتم إزالة أية مخالفات فور رصدها بالتعاون بين الوزارة والأجهزة المحلية بالمحافظات إلا أن احدا لم يحرك ساكنا وإن تحرك فبتأشيرات لا تسمن ولاتغني من جوع. كما طالب وكيل وزارة الري بالدقهلية الأسبق بإزالة المزارع السمكية المخالفة, بالتنسيق مع مديرية الأمن لعمل الدراسات الأمنية المطلوبة لتنفيذ قرارات إزالة المزارع السمكية المخالفة لكن شيئا لم يحدث ايضا و ذلك يتعارض مع سياسة الدولة المتعلقة بالتوسع في الاستزراع النباتي حيث تتعرض خمسة آلاف فدان بجمعية الامل وحدها للبوار بسبب انتشار المزارع السمكية وتجاهل وجود الدولة وعدم جدية المسئولين. فيما أكد اللواء صلاح المعداوي محافظ الدقهلية انه لا تهاون في التطبيق الكامل للعقوبات المقررة قانونا الخاصة بالاستخدام الجائر للمياه وانه ستتم إزالة أي مخالفات فور رصدها بالتعاون بين الوزارة والأجهزة المحلية بالمحافظات وقد تم إعداد حملة واسعة لإزالة المزارع السمكية المخالفة بمنطقتي قلابشو وزيان وتحميل المخالفين تكاليف الإزالة وذلك بعد أن تم توجيه إنذارات أخيرة لأصحاب هذه المزارع واتخاذ كل الإجراءات القانونية حيالهم. وقد تم وضع آليات التنفيذ شملت سحب المياه من المزارع ومنع وصول المياه إليها وردمها بالرمال وإعادة زراعتها. وأكد المحافظ تضافر جهود كل الأجهزة المعنية لتأكيد هيبة الدولة والتصدي لكافة أشكال الخروج علي القانون. وكان اللواء صلاح المعداوي, قد وافق علي تأجيل تنفيذ القرارات الصادرة بإزالة المزارع السمكية, التي صدر لها قرارات إزالة بمنطقة قلابشو بمركز بلقاس, وذلك بعد تقدم العديد من المواطنين بالتماسات إلي المحافظ بتأجيل قرارات الإزالة, وذلك مراعاة لظروفهم الاجتماعية والاقتصادية. رابط دائم :