تقع مصر علي الحدود بين نطاقي المناخ المعتدل والمداري الحار, وتعد جزءا من الصحراء الإفريقية الكبري, حيث يعاني سطح الأرض حرارة مرتفعة وجفافا شديدا ورياحا قوية. وقد تميزت مصر بمناخ حار عديم المطر, ولا يزيد متوسط المطر السنوي في جميع أرض مصر علي10 ملم3, وحتي علي طول ساحل البحر المتوسط, حيث لا تتجاوز كمية المطر السنوي200 ملم3, وفي وسط هذه الأرض الصحراوية الشاسعة يتدفق نهر النيل. يطلق علي نهر النيل في اللغة المصرية إسم نترو عا بمعني النهر العظيم وفي القبطية ايرو وفي اليونانية نيلوس وارتبط هذا النهر بالمعبود حعبي الذي يجسد مياه نون ومن ثم ارتبط بالمياه الأزلية. يري المؤرخ الإغريقي هيرودوت, إن مصر هبة النيل, إذ رسم نهر النيل والنظام البيئي المرتبط بواديه حدود الحضارة المصرية, وارتبطت الحياة اليومية ارتباطا وثيقا بالبيئة, لقد كان التناغم الطبيعي للبيئة بما يشمله من دورة الشمس, وارتفاع وانخفاض منسوب نهر النيل, والدورة الزراعية الموسمية بمثابة الفكرة الأساسية في المعتقدات المصرية القديمة, كما اندرجت عناصر البيئة النباتية والحيوانية ضمن رموز الكتابة الهيروغليفية, فالأعمدة المنحوتة علي شكل سيقان النبات, وأعمدة البوابات الضخمة, والمقابر المنحوتة في الصخر, كلها صدي للبيئة المحيطة. يأتي فيضان النيل في الفترة من أغسطس إلي نوفمبر نتيجة للأمطار الصيفية التي تسقط علي إثيوبيا وجنوب السودان, يتفق معظم الباحثين علي أن نهر النيل بمثابة أهم ظاهرة جغرافية مؤثرة في الحياة اليومية للمصريين القدماء, إذ يتدفق نهر النيل من الجنوب إلي الشمال, وحين سافر المصريون خارج بلادهم, كانوا يلاحظون أن الأنهار تجري في الاتجاه الخطأ أي من الشمال إلي الجنوب علي نحو ما يوضح نص لتحتمس الأول, واصفا فيه نهر الفرات باعتباره نهرا عكسيا تجري مياهه من الشمال إلي الجنوب, كما أدي تدفق نهر النيل في اتجاه الشمال إلي صياغة مصطلحات جغرافية حديثة فجنوب مصر عرف باسم مصر العليا, بينما عرفت الدلتا باسم مصر السفلي. وقد كانت مصر خلال العصور القديمة مقسمة إلي أربع مناطق جغرافية تشكلت من خلال التقاء تدفق نهر النيل من الجنوب للشمال مع حركة الشمس بين الشرق والغرب. فالنهر يتدفق من الصعيد إلي الدلتا, بينما ترتفع الشمس فوق الصحراء الشرقية, وتغرب فوق الصحراء الغربية. لاعتماد مصر الأساسي علي النيل كانوا يتابعون فيضانه بقياسه وتسجيل ذلك من بداية الأسرات كما ذكر علي حجر بالرمو ثم حوليات الملوك, ويوجد27 تسجيلا للفيضان عند الجندل الثاني في فترة1840 1770 ق.م, كان فيها الفيضان أعلي ب8 11 م من الآن ووصل فيها الفيضان إلي3 4 أعلي فيضانات علي الإطلاق حتي1869 م, ومرت مصر بفترة جفاف في العام29 من حكم الملك رمسيس الثالث مما أدي إلي قلة المخصصات لعمال دير المدينة قام هؤلاء العمال بأول إضراب في التاريخ حتي وفر لهم الوزير نصف مخصصاتهم من الحبوب. في العصور القديمة كان وادي النيل يتألف من منطقتين تاشمعو أي أرض الجنوب من أسوان إلي حدود الفيوم تقريبا, وتامحو أي أرض الشمال من الفيوم إلي البحر المتوسط. وكما دانت مصر القديمة لنهر النيل ندين نحن له بما يوفره لمصر من ماء وتربة صالحة للزراعة وكهرباء من السد العالي, ونحن الآن في مرحلة خطرة من تاريخنا الحديث حيث يجب أن تتضافر الجهود للخروج من مشكلة بناء سد النهضة في إثيوبيا فعلي الجميع نسيان خلافاتهم والتركيز في حل هذه المشكلة فالوطن يتعرض لمصيبة لن تستثني أحدا. رابط دائم :