فترة المراهقة هي أخطر مرحلة يمر بها الشاب ولأنه هو نفسه الطفل' قبل' والاب' بعد' فيجب ان تحظي هذه الفترة منا بالاهتمام فالبعض يخرج منها بسلام والبعض الآخر يغرق فيها وينضم الي' عبدة الشيطان' واخيرا' شباب الايمو. ورغم ما تقدمه وسائل الاعلام من برامج علي مدار ال24ساعة الا انه لا توجد حتي الآن قناة متخصصة تهتم بهذه المرحلة بجدية لتعبر عن مشاكلها. في ذات الوقت نجد انتشار مواقع الدردشة مثل' الفيس بوك وتويتر' التي اصبحت الملاذ لأغلب الشباب للتعبير عن حياتهم وتجد الشباب يتفاخرون بالخطأ علنا عبر هذه المواقع. وتأتي الصدمة الثانية في ما تؤكده الاحصاءات ان مصر ثاني دولة علي مستوي العالم في تصفح المواقع الاباحية فبدلا من استغلال هذه الطاقة بايجابية لانقاذ ما يمكن انقاذه في المجتمع المصري تتوجه هذه الطاقة الي اشياء لا تفيد. وفي سياق ذلك نظم مركز' عين علي بكرة للمساندة النفسية والتنمية الأسرية والادارية' ندوة بعنوان' دليل الوالدين للتعامل مع المراهقين' تحدث في البداية شبل فرج والد لثلاثة اطفال ملقيا بالمسئولية علي الام باعتبارها هي' المسئول الاول' عن المراهق الذي يجب ان ينظر له علي انه شخص مسئول يعتمد عليه, ففي المانيا مثلا تجد الشاب في عمر ال18 يفكر في مستقبله ويبدأ في التخطيط له لان الوالدين وثقا به منذ الصغر. اما الدكتورة فاطمة الشناوي دكتورة طب نفسي فتري ان انعدام الهوايات والانشطة في المدارس هو السبب في خطورة المرحلة واصبح اغلب الشباب لا يمارسون اي هواية ولا ينتمون الي اي اتجاه سياسي, مؤكدة ان فشل المنظومة التعليمية هو السبب وراء كوارث مرحلة المراهقة لذا علينا ان نضع ايدينا علي الخطأ ونعالجه بدلا من تجاهله. وتقول داليا حسين طالبة بكلية تجارة : ان المجتمع اعتاد علي الفواحش مما يشجع المراهق علي الدخول في الكثير من التجارب غير المحسوبة ومن هنا يظهر دور الاسرة المتماسكة حتي تحمي اولادها من الوقوع في اي كارثة لاتحمد عقباها, مؤكدة ان تربيتها السليمة هي كانت طوق النجاة لها للخروج من هذه المرحلة بسلام. ويوافقها في الرأي محمد النجار موظف بشركة أدوية في ان اكثر الشباب المعرضين للخطر في هذه المرحلة هم الذين ينشأون في اسرة مفككة, مثلا اذا كان الاب مسافر, او حدوث انفصال بين الام والاب والشاب في هذه الفترة يحتاج الي شدة وغلظة الاب وحنان الأم ولم يجدهما فيجد الشاب نفسه مع رفاقه ولا يستطيع التمييز بين الجيد والردئ. ويضيف النجار' الكارثة الكبري في الاعلام فلدي3 اولاد منهم اثنان في مرحلة المراهقة وذات مرة قام ابني الصغير بكسر التليفزيون ومن وقتها لم اسع لتصليحه واكتفيت ببرامج محددة يشاهدونها من خلال جهاز الكمبيوتر'. ويؤكد الطالب ابراهيم عطية طالب بكلية أزهر انه تجاوز هذه المرحلة بنجاح لان لديه مرجعية دينية سليمة, مؤكدا انه اقبل علي كل الامور التي تستثير المراهق علي سبيل التجربة فقط. تر آبات الحبال صحفية ان المراهقين الآن بدءوا ينفسون عن كل ما في داخلهم من خلال المدونات والفيس بوك واغلبها تتضمن عبارات استهجان من اراء الآباء والامهات فضلا عن افتخارهم بالخطأ ومع الاسف لا توجد حتي الان قناة اعلامية تناقش مشاكل الشباب بجدية ودائما ما يصور الاعلام مدارس المرحلة الثانوية بانها عالم يتصف بالغوغائية دون طرح لأي حلول. وأكدت الدكتورة داليا الشيمي اخصائية الارشاد النفسي والتربوي وصاحبة كتاب' في بيتنا مراهق' ان مرحلة المراهقة تسمي بمرحلة الميلاد الثاني نظرا للطفرة الشديدة التي يمر بها المراهق لتكوين هويته من الناحية النفسية والعقلية ويقوم خلالها برصد شخصي لما بداخله ليقدم نفسه للآخرين وتبدأ بروز العلامات الجنسية الاولية سواء للذكر او الانثي مما تتسبب في التقلبات المزاجية والاكتئاب ويعيش حالة من الصراعات النفسية نتيجة حاجته الي الاستقلال في التفكير والاختيار دون اي مشاركة من الآخرين ليشعر بان القرار قراره وهذا يخلق نوعا من الصراع بينه وبين الاسرة ويبدأ الحديث دائما عن حقوقه داخل المنزل مما يتسبب في الكثير من المشكلات ليثبت انه قادر وموجود دون اللجوء الي الاسرة ويرفض تصرفات الاهل بشكل مستمر نتيجة هذه التغيرات النفسية والمزاجية ويعترض علي تصرفات الاهل ولا يعرف الوسطية لسعيه دائما وراء الكمال سواء علي مستوي الشكل او التفكير بالاضافة الي الصراع في الرغبات الداخلية الجنسية والتي تتسبب فيها الاعمال الفنية والمواقع الاباحية وللاسف الاحصاءات تؤكد ان مصر ثاني دولة علي مستوي العالم في الدخول علي المواقع الاباحية. وفي ذات الوقت يدخل المراهق في صراع بين رغبته في الاستقلال والاعتمادية ويتأرجح بين الحالتين فمثلا في مواقف يرفض تدخل الاسرة تماما وفي مواقف اخري يطلب المساعدة. وذكرت حادثة وقعت منذ اكثر من3 سنوات حيث قام مراهق بخنق شقيقه بالكرافت بعد محاولات استفزازية من اصدقائه بانه لا يستطيع ان يحصل علي مفتاح الشقة مما دفعه الي ارتكاب الجريمة ليثبت انه قادرا موضحة ان الحالة التي يعيشها المراهق تجبره علي التصرفات التي تشعره بالنجاح والتميز وكيف يكون مختلفا. وتضيف الدكتورة الشيمي ان المراهق يعاني انفصالا وانشقاقا في نصفي المخ مما يؤثر علي سلوكياته و يمر بحالة من العصبية وفقدان السيطرة مما يخلق فجوة بين المراهق واسرته وتبدأ الاسرة تنظر له كشيطان وتتحدث دائما عن سلبياته وهذا أكبر خطأ فيجب ان تحترم الاسرة التغيرات التي تطرأ علي المراهق مع محاولة مشاركته في الرأي وألا تمارس التعنت في الرأي لان المشاركة تحمي المراهق من هذه المرحلة ويجب الا تكون العلاقة بينهما مثل وكيل النيابة والمجرم.