أعلنت صحيفة حريت التركية نقلا عن اتحاد الأطباء التركي امس سقوط أول حالة وفاة مؤكدة خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة في البلاد وأوضحت الصحيفة أن القتيل لقي حتفه امس بعد أن صدمته سيارة. وأضافت أن القتيل يدعي محمد أيفاليتاس20 عاما وهو عضو بحزب برنامج التضامن الاشتراكي, وأنه لقي حتفه بعد أن تجاهل قائد سيارة تحذيرات للتوقف لمحتجين في مظاهرة بحي عمرانية في اسطنبول. وتواترت في وقت سابق تقارير غير مؤكدة بأن متظاهرين اثنين آخرين لقيا حتفهما منذ بدء الحملة الأمنية التي شنتها الشرطة يوم الجمعة. وبدأت المظاهرات المعارضة للحكومة يومها الرابع من خلال مواجهات مع رجال الشرطة في الشوارع, بما في ذلك اشتباكات عنيفة قرب مركز تجاري في العاصمة انقرة فيما دعا رئيس البلاد إلي الهدوء. وذكرت قناة( سي.إن.إن.تيرك) الإخبارية أن الشرطة القت القبض علي500 متظاهر في العاصمة انقرة فقط. وفي اسطنبول, في منطقة بيشكتاش في الجانب الأوروبي من المدينة كانت محط اهتمام المتظاهرين امس. ووصلت إلي المنطقة حافلات مليئة بعناصر الشرطة بالقرب من قصر دولما باهشتة واستخدمت الشرطة مدافع الماء وقنابل الغاز المسيل للدموع لردع المتظاهرين. وحاول احد المتظاهرين اختراق صفوف الشرطة بواسطة جرافة مسروقة. ويقع بهذه المنطقة مقر رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في اسطنبول, حيث تم إغلاقه بواسطة عناصر الشرطة. وفي مسجد قريب أقام الأطباء عيادة لمعالجة المصابين. ووفقا للتقارير ففي مدينة إيجة بمحافظة أزمير هاجم المتظاهرون مكتب تابع لحزب العدالة والتنمية الحاكم بعبوات حارقة, مما تسبب في إشعال النار به. وتمكن رجال الإطفاء من السيطرة علي الحريق. في غضون ذلك بدأ اردوغان امس جولة تستغرق أربعة أيام بزيارة إلي المغرب علي الرغم من استمرار التوترات في البلاد. ومتحدث من مطار اسطنبول اتهم اردوغان عناصر متطرفة بالوقوف وراء المظاهرات المناوئة لحكومته منذ عدة أيام. وقال رئيس الوزراء إن المخابرات التركية تبحث في احتمالات تورط قوي أجنبية في الاحتجاجات. في الوقت نفسه طالب الرئيس التركي عبد الله جول جميع المواطنين بالتزام الهدوء بعد أيام من الاشتباكات العنيفة بين الشرطة والمحتجين..مؤكدا أن رسالتهم قد وصلت. وقال جول- في تصريحات أدلي بها أمس ونقلتها صحيفة ديلي تليجراف البريطانية علي موقعها الإلكتروني- لا تعني الديمقراطية انتخابات فحسب.. مشيرا إلي أن رسائل المحتجين التي بعثوا بها بنوايا طيبة قد وصلت. وأضاف جول أدعو جميع المواطنين للالتزام بالقواعد والتعبير عن اعتراضاتهم وآرائهم بطريقة سلمية, كما قاموا بالفعل. وحث جول علي ضرورة توخي المحتجين الحذر من المنظمات غير القانونية التي تتسلل لمظاهراتهم, وحذرهم من الأعمال التي ستلطخ صورة تركيا. وفي واشنطن, اعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري امس إن الولاياتالمتحدة قلقة لانباء استخدام القوة المفرطة من جانب الشرطة التركية وتدعو إلي ضبط النفس وتؤيد بقوة الحق في الاحتجاج السلمي. من جانبها, اعتبرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن زيف الديمقراطية التركية السبب الحقيقي الكامن وراء اندلاع الاضطرابات التي تشهدها تركيا حاليا. واستنكرت المجلة- أن يكون السبب وراء هذه الاضطرابات, التي تعد أكبر تحد حقيقي يواجه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان خلال أكثر من عقد له في السلطة, هو مجرد حركة احتجاجية علي محاولة تحويل حديقة جيزي بارك التاريخية, الواقعة في ميدان تقسيم بوسط اسطنبول, إلي مركز تجاري وثقافي.