أنت فاقدة للمروءة والأخلاق.. وقعت الجملة كالصخر علي رأس الصغير وهو يري خاله يسب أمه بأحذ الألفاظ. وقف الصغير كالتائه في صالة المنزل يستقبل العبارات علي خديه كالصفع ويلتفت يمينا ويسارا ينظر لرد فعل أمه الصامت. كان المشهد ملتهبا والصغير وشقيقاه يترقبون الشجار الدائر بين الأم وشقيقها, وفي لحظة تقافزت علي رأس الفتي محمد16 سنة طالب مشاهد ووقائع كيف كانت أمه تستقبل خاله المسجل خطر نتيجة جرائمه وقضاياه المتعددة من اعتداءات علي الأفراد وكيف كانت تجره من يده للوقوف معها أمام باب قسم المطرية تترجي وتتوسل أمناء الشرطة والضابط لادخال الطعام إلي الخال القابع علي ذمة العديد من القضايا وكم مرة تحملت الأم الإهانات من الضباط الرافضين وجودها في ديون القسم لزيارة خالهم عمرو صاحب الثلاثة والثلاثين ربيعا. محاولاته كانت لا تنتهي في مداراة ان له ولاخوته خالا تم تسجيله علي ذمة قضايا جرائم نفس بالداخلية سواء بين الأقارب أو زملاء المدرسة. الحديث عن الخال المجرم كان لا يهدأ فهو الغائب الحاصر علي ألسنة اخوته في جميع نقاشاتهم بعيدا عن الأم الحنون التي تكبدت عناء المعيشة بعد وفاة الأب صاحب المعاش الفتات. صبر الأم يقطع القلوب حرصا منها علي الا تتفوه بكلمة تنقص من كرامة الخال أمام أولادها. غاص الفتي في أفكار ومواقف أمه وخاله وانتبه علي صراخ جديد من الخال ضد أمه ان لم تعرفي قدر أخيك سأقتلك لم يكن صراخا فقط وانما قرن الخال صرخته بالتهجم علي الأم محاولا صفعها.. لم ير الفتي أمامه إلا الذود عن سمائه التي تظله وأرضه التي يقف عليها إلي المطبخ.. كانت يده تعرف ما يريد.. خطف سكينا كان متروكا بين الأطباق المتسخة. الطعنة لم يفعلها الصغير من قبل وها هو يشاهد يده تفعلها فأمه خط أحمر لا يمس.. هكذا كان يفكر. كانت يده تضرب الهواء والطعنات الطائشة تنزع الصرخات من الأم المسكينة الحائرة بين الأخ والابن واخوته الذين يتشاركون في ابعاد الشيطان من المكان وطرد رائحة المصيبة التي يقترب ريحها. ولكن الصغير كان يضع حدا لآلام واهانات كثيرة طالما شعر بها تنال من أحب الناس إليه وسبب وجوده. وأخيرا وصلت المصيبة إلي المكان بطعنة واحدة أوقفت أنفاس الخال المسجل وأخرجت شهقته من حنجرته إلي الأبد ليختم بها حياته المليئة بالعثرات طعنة واحدة استقرت في قلب الخال أسكتت الأفواه جميعا كأمر خفي بالصمت الطويل وأخيرا شق صراخ الأم السكون وارتمت علي أخيها الجاحظ العينين وقفز باقي الاخوة يحاولون إنقاذه واصطحبوا المصاب إلي مستشفي المطرية لكن الأمر كان قد تم تنفيذه. وانطلقت دوامات اللوم بين الأخوة في سبب ما آل إليه الأمر. وأمام محمد سيف رئيس نيابة المطرية وقف الأخ الأكبر طارق26 سنة سائق يروي كيف اتصل الخال بأمه عفاف طالبا منها تجهيز بنطاله وحذائه وحاجياته التي دائما ما يتركها ببيتهم, تمهيدا للانطلاق إلي ليلة جديدة من سهراته الحمراء وقطع سرده بالقسم علي أنه هو القاتل ولم يطعن خاله أحدا غيره. وشهد أحمد الأخ الأوسط25 سنة ترزي بأن أمه طال رجاؤها وهي تستحلف أخيها ان يتوب عن طريق الملذات والحرام وأنهي حديثه بجزمه أنه خطف السكين وأغمدها في قلب خاله انتقامه من تطاوله علي أمه نافيا التهمة عن شقيقيه الآخرين. ووقف الأخ الصغير محمد15 سنة طالب مبررا قتل خاله بتأكيده أن والدته وجهت اللوم لخاله بأن يرد(40 جنيها) المدين بها إليها بدلا من الاتجاه لطرف ماله والاقتراض من أجل الحرام ونفي قيام شقيقيه الأكبرين بقتل الخال. وأمام افتداء كل شقيق للآخر بنفسه في الاعتراف بالجريمة أمر محمد نصر وكيل نيابة المطرية بحجز الأشقاء الثلاثة علي ذمة التحريات وإعادة مناقشتهم للوصول للجاني الحقيقي واستدعاء الأم التي فقدت وعيها عقب وقوع الكارثة. رابط دائم :