كتب عبدالحفيظ سعد: نشر الموقع الرسمي للجماعة الإسلامية أخيرا دراسة لسمير العركي العضو القيادي بالجماعة تراجع فيها عن موقف الجماعة الرافض لرواية اولاد حارتنا وغيرها من اعمال الكاتب الراحل نجيب محفوظ. واعترف العركي في دراسته المكونة من جزءين بعنوان حكايتي مع محفوظ بعبقرية محفوظ وذلك بعد ان اتيحت له الفرصة لقراءتها خلال فترة اعتقاله في مكتبة سجن الفيوم ووصف الرواية بأنها لايمكن ان ننظر إليها باعتبارها عملا ادبيا بعيدا عن مغزاها الفكري الذي حاول من خلاله محفوظ ان ينفذ إلي ثنائية العلم والدين وخلال الدراسة أشار العركي إلي انه لم يقرأ الرواية مثله مثل كثيرين من ابناء الجماعة وغيرهم ممن اتخذوا موقفا معاديا منها دون قراءتها اصلا اكتفيت بنقد محفوظ مع من انتقده عقب فوزه بجائزة نوبل دون ان اكلف نفسي عناء قراءة ما كتب محفوظ.. وتلك غلطة ادركتها فيما بعد وتعلمت منها الكثير. وكانت الجماعة الإسلامية قد اتخذت موقفا معاديا من الرواية منذ نشرها في الأهرام مسلسلة في عام1994 انتهي بتنفيذ محاولة اغتياله في أكتوبر1995 إلا انه في اعقاب وفاته اصدرت الجماعة الإسلامية بيانا رسميا بخط الدكتور ناجح ابراهيم تحت عنوان وداعا نجيب محفوظ ينعي الاديب جاء فيه: برغم ان الخلاف الفكري كان محتدما بين الحركة الإسلامية خاصة وعلماء المسلمين عامة وبين الاديب الكبير نجيب محفوظ رحمه الله وذلك منذ كتابته لرواية اولاد حارتنا فان هذا الخلاف الفكري لايمنعنا من ذكر ما للرجل وما عليه.. وأهم ما نقول في هذا المجال الآتي: بوفاة الاديب المصري العالمي نجيب محفوظ تكون الرواية العربية قد فقدت احد اهم اركانها, بل لانبالغ إذ نقول: انها قد فقدت الاب الروحي وتأتي الدراسة الأخيرة لتثير عددا من التساؤلات التي سعي الأهرام المسائي لتناولها من خلال التحقيق التالي مع عهد من كبار المفكرين والمتابعين للجامعة الإسلامية وحركة المراجعات الجهادية وطرح اسئلة من نوع: هل يمكن فهم الدراسة الأخيرة والسماح بنشرها علي الموقع الالكتروني للجماعة كجزء من المراجعات التي تبنتها منذ سنوات؟ هل بامكاننا الآن الحديث عن نسق فكري للجماعة وموقف عام تجاه قضايا حرية الرأي والتعبير؟ ام ان الموقف الأخير جزء من تكتيك الجماعة؟