جاء خطاب الرئيس بشار الأسد مع صحيفة كلارين الأرجنتينية الذي تحدي فيه الولاياتالمتحدة والغرب, معلنا أنه لن يتنحي رغم رهان الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته. ليخرج أوباما الذي تعهد بأن كل الخيارات مفتوحة إزاء الأزمة السورية وأن الولاياتالمتحدة لن تقف لتشاهد عمليات الإبادة الجماعية التي يمارسها الأسد بحق شعبه, ويسلط الضوء أيضا علي الموقف الأمريكي الهش والذي وصفه المحللون بالجعجعة الفارغة التي لجأ إليها أوباما لصرف الانتباه عن حالة الارتباك التي يعيشها. وقالت صحيفة ديلي بيست الأمريكية إن أوباما يعيش كابوسا حقيقيا, فهو أمام سيناريوهين كلاهما اسوأ من الآخر, فإما أن يتبع استراتيجية سلفه جورج بوش, ويتخذ قرار الحرب ويعلن التدخل العسكري في سوريا وهو ما يرفضه بشدة خوفا من تكرار سيناريو العراق وأفغانستان ومن الخسائر الفادحة التي ستتكبدها بلاده أو السيناريو الآخر الذي من المتوقع أن يختاره أوباما وهو السير علي درب بيل كلينتون الذي تجاهل الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها أكثر من100 ألف شخص في رواندا عام1994 وان يختار سياسة النأي بالنفس خوفا من توريط واشنطن في حرب جديدة. ويري محللون أن تحذير الرئيس الأمريكي منذ عدة أشهر بأن استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية خط أحمر وأنه سيقود إلي تدخل خارجي لمنع مذبحة حقيقية في سوريا. جاء دون جدوي خاصة بعد تأكيد التقارير الأجنبية أن الأسد استخدم تلك الأسلحة خلال غاراته البشعة علي حمص والقصير. وقال محللون إن بشار هو الفائز في المعركة, مستشهدين بمقولة السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي أكد أنه انتصر في حربه علي الثورة, وذلك بعد نجاحه في استعادة مناطق استراتيجية كانت قد حررتها المعارضة كما نجح بمساعدة حليفة إيران وحزب الله في إعادة فتح خطوط الإمداد في الشمال والجنوب, وكثف من هجماته ضد مقاتلي المعارضة التي أعادت إدراجها متقهقرة للخلف, وهي سلسلة من الانجازات العسكرية تعيد زمام الأمور إلي قبضة الأسد الذي بات قادرا علي إدارة الحرب الأهلية في سوريا.