لم تكد تنته أزمة اختطاف جنود حفظ السلام الأربعة التابعين للأمم المتحدة في الجولان السورية المحتلة, حتي يعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن سبب عدم الرد علي هجمات إسرائيل بالطيران علي الهضبة المحتلة. يعدد انتقاما استراتيجيا وإنه علي استعداد وحزب الله يأن يفتحوا جبهة للمقاومة ضد إسرائيل في الهضبة المحتلة, لكن تلك التصريحات استقبلها المسئولون الإسرائيليون بالسخرية علي صعيد متصل, أعلنت روسيا وبريطانيا ان هناك اتفاق في وجهات النظر المشتركة للتعاون في حل الأزمة السورية بأقامة حكومة انتقالية في سوريا. فقد أكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي استمرار الجهود الرامية لاطلاق سراح الجنود الأربعة المختطفين من قوة بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام المعنية بمراقبة وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل في مرتفعات الجولان المحتلة أوندوف. وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي أمس إن موقف احتجاز الجنود الأربعة لم يتغير, لكننا نواصل جهودنا لإطلاق سراح الجنود الأربعة. وجدد المتحدث الرسمي التأكيد علي ان الأمانة العامة للأمم المتحدة لم تتلق أي خطابات رسمية من الفلبين بشأن سحب أفراد قواتها العاملة في بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في مرتفعات الجولان المحتلة أوندوف,والبالغ عددهم242 شخصا. وقد تنهي تهديدات دمشق وحليفها حزب الله اللبناني بتحويل هضبة الجولان إلي جبهة مقاومة ضد إسرائيل هدوءا استمر قرابة أربعة عقود عبر خط وقف إطلاق النار الفاصل بين القوات الإسرائيلية والسورية. غير أنه عقب الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل في مطلع هذا الأسبوع قرب دمشق نقل عن الأسد قوله إنه سيحول الجولان إلي جبهة مقاومة وهو ما يشير إلي أنه ربما أعطي الضوء الأخضر لجماعات مسلحة لشن هجمات انتقامية. ووعد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عقب ذلك بدعم جهوده من أجل تحرير الجولان السوري. وكتب محلل للشؤون العسكرية الإسرائيلية في صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية يقول عندما قال الأسد هذا.. استقبل المسئولون الإسرائيليون ذلك بالسخرية. لكن عندما يوجه الأسد ونصر الله نفس التهديد فينبغي أن يؤخذ علي محمل الجد واضاف يمكن أن يبدأ حزب الله في العثور علي موطئ قدم علي الحدود السورية الإسرائيلية التي تتسم بالفوضي في غياب حكومة مركزية في دمشق. وقال نصر الله إنه ردا علي الغارة الجوية الإسرائيلية التي قالت مصادر بالمخابرات إنها استهدفت اسلحة كانت متجهة لمقاتليه فإن سوريا ستزود الحزب بأسلحة أكثر تطورا. وقال عضو البرلمان السوري شريف شحادة لتلفزيون المنار التابع لحزب الله ان سوريا وحزب الله قادران علي تدمير إسرائيل. وأضاف أنه عندما يقول الأسد إن سوريا أصبحت أمة مقاومة فهو واثق مما يقوله. وعلاوة علي حزب الله لا يزال بإمكان الأسد الاعتماد علي بعض الفصائل الفلسطينية المقيمة في سوريا لشن هجمات علي إسرائيل. وقالت جماعة تطلق علي نفسها اسم حركة فلسطين الحرة في بيان أمس إن مقاتليها هاجموا موقع مراقبة إسرائيلي في الجولان. وقال الجيش الإسرائيلي إنه ليس لديه علم بأي حادث.علي صعيد الأزمة قصر بحث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجراءات مشتركة ممكنة لتسوية الأزمة في سوريا في اطار من المساعي الدبلوماسية الدولية المكثفة الهادفة لوقف هذا النزاع. وفي ختام محادثاته مع كاميرون, اعلن بوتين انه بحث مع ضيفه خيارات ممكنة لحل الازمة. وقال بوتين بمبادرة من رئيس الوزراء ناقشنا خيارات ممكنة لاحراز تطور ايجابي في الوضع( في سوريا) واجراءات ملموسة بهذا الخصوص. واضاف لدينا مصلحة مشتركة في انهاء العنف سريعا واطلاق عملية الحل السلمي والحفاظ علي وحدة اراضي سوريا كدولة ذات سيادة. وصرح كاميرون من جهته أنه بالرغم من الاختلاف في وجهات النظر بين بلاده وروسيا حيال حل الأزمة في سوريا فالبلدان يسعيان الي الهدف نفسه أي وقف النزاع والقضاء علي التطرف في البلاد. كما رحب باقتراح تنظيم مؤتمر دولي للتوصل إلي حل سياسي يتماشي مع اتفاق ابرم في جنيف في30 يونيو2012 بين القوي الكبري وتوافقت عليه موسكو وواشنطن. وقال كاميرون في تصريحات ترجمتها الي الروسية وكالة ريا نوفوستي ان بريطانيا وروسيا والولايات المتحدة يجب ان تتعاون لاقامة حكومة انتقالية في سوريا. واتفاق جنيف لا يحدد مصير الرئيس السوري بشار الاسد فيما تواصل المعارضة السورية الاصرار علي اعتبار رحيله عن السلطة شرطا مسبقا لاي محادثات. والجمعة اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وارسو ان موسكو في اخر مراحل تسليم صواريخها للدفاع الجوي الي سوريا. وصرح امام الصحافيين ان روسيا تبيع( الصواريخ) منذ فترة طويلة. لقد وقعت العقود وهي في اخر مراحل عمليات التسليم عملا بالعقود المبرمة. ولا يحظر ذلك اي اتفاق دولي. وأضاف وزير الخارجية الروسي انه سلاح دفاعي حتي تتمكن سوريا البلد المستورد من الدفاع عن نفسها ضد الغارات الجوية.