تصدي ملتقي خريجي الأزهر خلال جلساته امس لمحاولات المد الشيعي ودعوا إلي ضرورة إحياء دور الأزهر كمنبر للوسطية والاعتدال لمواجهة دعاوي الاختلاف ودعم شجهود التقريب بين المذاهب وتحقيق وحدة المسلمين. وأجمع المشاركون في الملتقي ضرورة التصدي للمد الشيعي وحذر الدكتور عبد الكبير العلوي وزير الأوقاف المغربي الأسبق ومدير عام وكالة بيت مال القدس الشريف من المد الشيعي في المنطقة والذي يعتمد علي القنوات الفضائية والشعارات الدينية واستضافة الطلاب السنة للدراسة في الحوزات الإيرانية. واكد العلوي خلال جلسات الملتقي الخامس للرابطة العالمية لخريجي الأزهر امس ان مواجهة المد الشيعي في المنطقة يتطلب توحيد اهل السنة وإزالة أي خلافات مذهبية بينهم والتأكيد علي رسالة الأزهر في هذا الصدد باعتباره منارة العلم الوسطي, محذرا من توظيف الدين لأغراض سياسية وفرض المذهب الشيعي علي العالم لخدمة هذه الاغراض. بينما أكد الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجي الأزهر في مداخلة له ان الهدف من الملتقي التأكيد علي وحدة المسلمين مع عدم الاختلاف المذهبي أو العقائدي وان خلاف المسلمين وغيرهم امر وارد وطبيعي علي أن يكون في إطار الثوابت واحترام كل طرف للآخر وألا يكون الخلاف للتكفير أو النيل من الآخر. أما المشاركون في الملتقي فطالبوا بضرورة التصدي لمحاولات المد الشيعي والتمسك بوسطية المنهج الإسلامي المعتدل في رسالة الأزهر الشريف ودعم مفاهيم العدل والسلام والبعد عن الاختلاف والتركيز علي وحدة التنوع الفكري والخلاف الموضوعي وفق الثوابت الإسلامية. وأشار المشاركون في وجود فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلي ضرورة احياء دور الأزهر كمنبر للوسطية والاعتدال ونشر منهجه في العالم خاصة الدول الغربية لمواجهة دعاوي الاختلاف مع دعم جهود التقريب بين المذاهب لدعم وحدة المسلمين. اما الدكتور حسن عبد اللطيف الشافعي أستاذ الفلسفة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة فأكد أهمية استشعار المذهب الوسطي في فكر الإمام أبي الحسن الأشعري باعتباره امام أهل السنة والجماعة واهتم بالبعد عن الخلافات المذهبية والفكرية وركز علي المنهج المعتدل. وقال الشافعي ان المستشرقين يهاجمون الإمام الاشعري باتهامه بأنه راعي العقل علي حساب التراث الإسلامي, مؤكدا ان منهجه جمع بين العقل والنقل وبين العقل والدين. بينما طالب تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين علي هامش المؤتمر الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بزيارة بيت المقدس. وحث اتباع الديانتين علي دعم اخوانهم الفلسطينيين في مواجهة مايتعرضون له من ممارسات تعسفية وماتتعرض له القدس من أعمال تهويد وحفر وتغيير لملامحها الإسلامية والمسيحية, وركز التميمي علي انه لايوجد اي رفض شرعي لزيارة القدس بوضعها الحالي وان الفتاوي التي رفضت زيارة بيت المقدس أسهمت في عزلها عن الوجود الإسلامي والمسيحي مما أتاح لإسرائيل تغيير ملامح المدينة وتحويلها لمزار سياحي يجلب لها ملايين السائحين. وأشار إلي ان ماتتعرض له القدس من تغيير لوضعها الديني والجغرافي والتاريخي وسعي إسرائيل لتغيير الصفة الجغرافية لبيت المقدس وإبعاده عن توجهه الأصلي الديني والسعي لجعله يهوديا. ويواصل الملتقي اليوم أعماله لليوم الثالث علي التوالي بمشاركة أكثر من200 عالم من مختلف دول العالم الإسلامي ويحرص شيخ الأزهر علي الوجود في جلسات الملتقي.