كان لشم النسيم أجواء في الماضي وبريق خاص فيما يخص الحفلات التي تقام وكان يقدم عبد الحليم وفريد الأطرش حفلين في هذا العيد يغني كل منهما أروع ما لدية من أغاني وكان الجمهور العريض لكل منهما ينتظر من العام للعام هذا الاحتفال, وكلنا يعلم الصراع الذي كان علي أشدة بين العملاقين بشأن هذا الحفل والتي بدأ عندما عاد فريد الأطرش من لبنان عام70 ليعاود أحياء حفلات شم النسيم بعد انقطاع دام لسنوات بسبب سفرة عام1966 ليقيم في لبنان فوجد حليم قد ملأ المساحة بقيامه بأحياء الحفل في غيابة وعندما قرر فريد العودة كانت سببا في خلاف بينهما حيث كان يري فريد أنه صاحب الحق لأنه أنفرد بتقديمها ل25 عاما وكان يري حليم أنه صاحب الحق أيضا وقدم في هذا العام فريد حفلته علي مسرح سينما قصر النيل مصاحبة الفرقة الذهبية ببينما قدم حليم حفلته علي مسرح سينما ريفولي بمصاحبة الفرقة الماسية وظل هذا الخلاف إلي ان عقدت جلسة صلح بمعرفة الإعلامية أمال فهمي التي أكدت أن المنافسة بينهم في هذه الليلة كان لها مذاق غاية في الجمال وكانت توقع المستمع في حيرة وتجعل عشاق حليم في منافسة سمعية مع عشاق فريد وكانت تحدث مباراة قوية كما لوكانت مبارة بين فريقي الاهلي والزمالك وكان كل منهم يسعي للتفوق لتقديم أحلي ما عنده لمستمعية وجمهور فريد كان يطلب منه دائما أغنية الربيع التي لم تخل منها حفلة, وينتظر أيضا جمهور كل منهما ما سوف يقدمه لهم مطربهم المفضل وأعتقد أنها كانت ليلة من ألف ليلة لأنها كانت مشربة بروح المحبة والاحترام وروح فنية عالية القيمة وأظن أن الفن كان يكسب في هذه الليلة ليلة من أجمل ليالي العمر, وقد كنت طرفا في عقد الصلح الذي تم فيما بينهم وفريد اشترط أن يكون الصلح في بيته ولا يذهب لحليم وبذكاء شديد وافق حليم علي ذلك وتم الصلح وأكد فريد في الجلسة أنه سيقدم لحنا لحليم و وعد حليم أن يغني لحنا من ألحان فريد وهو ما لم يتحقق أبدا وعن نفسي كنت أفضل سماع حفلة حليم لأنني من عشاقة ومحبيه وعن نفسي أري أنه فنان متفرد وصاحب صوت جبار واستطاع بذكائه وبذكاء من حولة أن يتربع علي عرش الغناء حتي بعد رحيله, فإلي الآن يعيش حليم في قلوب مستمعيه وفي برنامجي علي الناصية يطلب دائما ضيوفي أغاني عبد الحليم. رابط دائم :