عقدت مجموعةالبريكس اجتماعها الخامس في مدينة دوربان الجنوب افريقية الدولة الاخيرة التي التحقت بالبريكس بالمجموعة التي يدل اسمها علي اوائل اسماء دولها علاوة علي الصين وروسيا والبرازي ل والهند وأظهرت قمة دوربان ان البريكس تحاول ان تجعل الاقتصاد الدولي أكثر توازنا والنظام العالمي أكثر مساواة والحوكمة العالمية أكثر فاعلية والسلام الدولي أكثر استمرارية. والواقع أن البريكس مع أهمية دولها الا أن محورها الصين وتأثيرها العالمي المتنامي عندما ينظر المؤرخون في المستقبل إلي صيف عام2013,يحتمل بدرجة كبيرة أن يوجهوا اهتمامهم إلي نهضة الصين وتحولها إلي ثاني أكبر اقتصاد في العالم, وبصورة عامة, يعد ذلك شيئا جيدا,فنهضة الصين وظهور الهند,وإن كان يحدث بدرجة أكثر بطئا يعني أن مئات الملايين من الفقراء للغاية ينضمون إلي الاقتصاد العالمي ويصبحون أكثر ثراء وقد كان الناتج المحلي الإجمالي للفرد داخل هاتين الدولتين راكدا في الفترة من1820 إلي1950. وبعد ذلك ارتفع بنسبة68 في المائة في الفترة من1950 حتي1973, وبنسبة245 في المائة في الفترة من1973 حتي2002 وهم ينظرون بارتياح إلي نهضة الهند ولكن بؤرة الاهتمام منصب علي النهضة الصينية. ويري الباحثون الامريكيون ان الغاية الصينية الأكبر هي بناء شبكة عالمية من الأمم الصديقة التي لن تتحدي الغرب عسكريا أو اقتصاديا وإنما مفهوميا وسياسيا..وأنه تحد يمضي تقريبا دون كشفه من ا لحكومات الغربية وخبراء السياسة الغربية حتي الآن ويرون أن نية بكين أكثر حذقا وعمقا من الرغبة في تحقيق تكافؤ عسكري مع الولاياتالمتحدة أو في احتجاز الدين الأمريكي مقابل فدية وأن هدف الصين يكمن في الترويج الناجح لما يصفونه لصنف من الرأسمالية الفاشستية التي تواجه بتحفظ الأرثوذكسية المتحررة مابعد الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة والتي يرون أنها تضعف مكانة الأممالمتحدة وصندوق النقد الدولي والبنية التحتية الدولية التي يهيمن عليها الغرب. في الوقت الذي يساور فيه الكثير من الأمريكيين, في اليمين واليسار, شكوك بشأن كفاءة حكومتهم, وفي المقابل نجد الكثيرين, ولاسيما بين النخبة السياسية وداخل قطاع الأعمال معجبين بكفاءة النموذج الرأسمالي المعتمد علي سيطرة الدولة داخل الصين,وفي الواقع يوجد اتجاه فكري رائج,يشير إلي أنه في أعقاب الأزمة المالية العالمية يمكن أن يحل النموذج الاقتصادي الصيني محل النموذج الأمريكي ولكن البعض يري أن ذلك يعد خطأ فادحا. وانه قد يكون للاقتصاد المركزي مهارة في إخراج المجتمعات من الفقر الزراعي ودفعها الي العصر الصناعي, ولاسيما عندما تكون التقنية اللازمة لذلك تم اختراعها في أماكن أخري. وأنه في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات بدا القالب السوفياتي قابلا للبقاء لهذا السبب علي وجه التحديد. وحتي الوقت الحالي فإن نهضة الصين في الأغلب ذات صلة بإدخال الصناعة إلي اقتصاد ريفي فقير وحاليا نجد أن الناتج المحلي الإجمالي بالنسبة للفرد داخل الصين, الذي تصل قيمته الي3600 دولار يساوي النسب داخل سلفادور وألبانيا. ولم نر حتي الآن ما إذا كانت الدولة الصينية المركزية والإدارة ستكون قادرة علي اتخاذ الخطوة المقبلة والمنافسة في مجال الابتكار المالي والتقني. الصين تقود البريكس بلا جدال وتحاول دول البريكس تنسيق مواقفها بشأن القضايا الدولية الرئيسية والنقاط الساخنة الاقليمية محل الاهتمام المشترك وقد اتفقوا علي اقامة بنك تنمية للبريكس وآلية الاحتياطي الطواريء, كما أعلنوا عن اقامة مجلس للاعمال ومجلس للمراكز الفكرية وكشفوا عن خطة عمل ترمي لتعزيز التعاون في20 مجالا تقريبا, من بينها التمويل والاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا والصحة والزراعة والتبادلات الشعبية والثقافية وتوصلت دول البريكس إلي توافق جديد بشأن تحسين الحكومة الاقتصادية العالمية. كما دعت دول البريكس إلي إصلاح المنظومتين النقدية والمالية الدوليتين وزيادة تمثيل الصوت المعبر عن الاقتصادات الصاعدة والدول النامية. ودعت إلي الوفاء مبكرا بالأهداف الانمائية للألفية, كما أعربوا عن دعمهم للنتائج التي حققها مؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة( ريو+20) وأكدوا من جديد مباديء( ريو) والالتزامات السياسية من أجل التنمية المستدامة والقضاء علي الفقر وقد أظهرت كل تلك الالتزامات التصميم الحازم لدول البريكس علي تحقيق منافع للعالم النامي والإسهام في التنمية العالمية. هل تنضم مصر إلي البريكس؟ لا أعتقد ذلك في الوقت الحالي نتيجة الاوضاع غير المواتية لمصر, والمفتاح هنا هو التأثير وليس حجم الناتج القومي فقد ضموا جنوب افريقيا وانتاجها الاجمالي حوالي ربع الناتج الكوري ولم يضموا كوريا الجنوبية لأنهم يرون جنوب افريقيا دولة مفتاحية في أفريقيا حيث تولي البريكس اهمية كبيرة لأفريقيا وقد عقد منتدي الحوار الأول بين قادة البريكس وافريقيا علي هامش القمة الخامسة للمجموعة تحت شعار إطلاق الإمكانات الهائلة لافريقيا: التعاون بين البريكس وأفريقيا بشأن البنية التحتية وأظهر المنتدي استعداد دول البريكس لتعزيز التعاون مع الدول الافريقية في البنية التحتية, ولتسهيل الترابط في افريقيا وفتح الباب أمام الإمكانات الهائلة لتنمية القارة. خبير في الدراسات السياسية والاستراتيجية رابط دائم :