صدق أو لا تصدق الجيزة أرض التاريخ التي تحتضن فوق ترابها أعظم عجائب الدنيا السبع الهرم الأكبر وحارس مصر أبو الهول تكاد تختنق بفعل سلوك أهلها وإهمال مسئوليها بعد أن تركها رموز الفساد في العهد السابق مرتعا للمشكلات تنحر في أوصالها لتحويلها إلي مدن وأحياء عشوائية تحاصر سكانها القمامة.. وتغطي شوارعها وحاراتها وأزقتها ومنازلها مياه الصرف الصحي.. ليصيبهم ب حفنة من الأمراض المعدية التي لم يفلح معها دواء.. وفشل مسئولوها الحاليون في حلها بالشكل المطلوب. الأهرام المسائي تجولت في مدنها وأحيائها المختلفة لترصد المشكلات علي أرض الواقع وتضع الصورة ب قتامتها أمام المسئولين لعلهم يحركون ساكنا وينقذون ما يمكن إنقاذه من هذه المدينة التاريخية قبل فوات الأوان حتي تتم إعادة الوجه الحضاري لها وصورتها الجميلة أمام العالم الذي ينتظر أن يري مصر جميلة جديدة بعد ثورة يناير المجيدة. يعتبر حي الوراق من الأحياء الشعبية يجمع بين العشوائية والريف في آن واحد وينتشر فيه العديد من المشكلات التي توجد في الأحياء المشابهة مثل زيادة معدلات القمامة وعدم وجود مياه شرب نقية أو شبكة صرف صحي تغطي كل المناطق فضلا عن الفوضي وأعمال البطلجة مما جعل الاهالي يعيشون في مأساة حقيقية, علي الرغم من وجود قيادات الحي في الشارع لساعات عديدة طوال اليوم للحد من هذه المشكلات ورفع كميات كبيرة من القمامة بشكل يومي, الا أن أي فرد يتجول في شوارع وأزقة الحي يشعر بعدم نظافتها لقيام المواطنين بإلقاء مخلفاتهم في جميع الأوقات علي الطرق المختلفة غير أن رئيس الحي يري أن ما حققه من إنجازات خلال18 شهرا هي فترة رئاسته تفوق بكثير ما حدث عبر سنوات طويلة. في البداية يقول الحاج علي محمد59 سنة صاحب ورشة إن القمامة تنتشر في الحي بشكل يفوق الحدود لدرجة أن العديد من المشكلات بين المواطنين وبعضهم البعض تحدث في الشوارع بسبب القمامة بقيام الاهالي بإلقائها في عرض الطريق وأمام المحلات والورش مما يتسبب في نشوب مشادات بسبب هذا الفعل قد ينتج عنه إسالة الدماء من الطرفين, مؤكدا انه كاد يتعرض للموت بسبب القمامة بعدما منع أحد المواطنين من إلقاء المخلفات أمام ورشته فما كان من هذا الشخص إلا ان اختفي عن الأعين لحظات قليلة وحضر ومعه عدد من البلطجية وأصحاب السوابق يحملون كل الأسلحة البيضاء والنارية وقاموا بالهجوم العشوائي علي بعض سكان شارع ترعة السواحل وكاد يسقط قتلي لولا تدخل أهل الخير. غياب الرقابة وقال إن الرقابة غائبة في الحي وأصبح كل فرد يفعل ما يريد دون حساب مما أدي ذلك لحدوث حالة من الفوضي وأصبح البلطجية أصحاب الأمر والنهي الذين لا يتحدثون سوي لغة العنف التي يحميها السلاح. أما عبدالله محمود34 سنة صنايعي فقال إن احباله الصوتية أصيبت بالتعب والإرهاق بسبب كلامه الدائم والمستمر مع الناس بضرورة المحافظة علي نظافة الحي بعدم إلقاء القمامة في الشوارع ووضعها في الأماكن المخصصة لذلك, مشيرا إلي انه قام بتجميل ورصف المكان الذي يري فيه القمامة والمواجه للورشة التي يعمل بها إلا أن لودر الهيئة العامة للنظافة والتجميل قام بكسر الرصيف واقتلاع الأشجار أثناء رفع بعض المخلفات ولم تقم الهيئة بإعادة المنظر الجمالي كما كان. انتشار الأمراض موضحا ان القمامة تتراكم لمدة تصل من أربعة إلي خمسة أيام في الشارع دون أن تقترب منها سيارات الهيئة أو الحي لرفعها مما يتسبب هذا في انتشار الحشرات والأمراض. ويؤكد محمد عبدالمعطي37 سنة موظف انه يشاهد يوميا أكواما من القمامة أمام شركة مياه الشرب والصرف الصحي تظل في مكانها لعدة أيام رغم وجودها في شارع ترعة السواحل الذي يفصل بين وراق العرب والحضر, لافتا إلي انه ينبغي علي المسئولين بالحي العمل بطاقة أكبر للحد من المشكلات العديدة الي يعاني منها السكان. الباعة الجائلون وأضاف أن ظاهرة الباعة الجائلين متفشية في الوراق بصورة غريبة, حيث ينتشر الباعة في جميع الأماكن ويكادون يغلقون أبواب المدارس من كثرتهم وخاصة في شارع المدرسة الإعدادية,. ويؤكد وليد الخضري41 سنة أعمال حرة إن شوارع الوراق في حالة يرثي لها فلا يوجد رصف لطرق أو تجميل للشوارع بالإضافة إلي أعمال الحفر المستمرة بحجة توصيل الغاز الطبيعي ويفاجأ الناس أن كل هذا ضحك علي الذقون. مشكلة الصرف وأشار إلي أن هناك بعض المناطق التي لا تعرف شيئا اسمه صرف صحي مثل عزبة المفتي وكأنها في العصور الوسطي من القرن الماضي مما أثر بالسلب علي الحالة النفسية لأهالي العزبة. ويري عبداللطيف القليوبي إن الفوضي شعار الوراق فكل شيء يؤكد انه لا يوجد مسئول قادر علي حل أي مشكلة وخاصة التكدس المروري ومشكلة التوك توك التي أصبحت تؤرق أهالي الوراق لانتشاره بشكل بشع حتي أطلق البعض علي الوراق دولة التوك توك الذي يستخدم في جميع الأغراض من توصيل المواطنين إلي الأماكن التي يريدونها أو أعمال سرقة شنط السيدات وتهريب الدقيق المدعم وخطف الأطفال والفتيات. مفيش رعاية صحية فيما يري السعيد حجازي إن الحي لا توجد به رعاية صحية تليق بمواطنين يعيشون في عصر الفضائيات والتطور المذهل في الثورة التكنولوجية فالمستشفي المركزي داخل غرفة الإنعاش والوحدات الصحية تحتاج إلي علاج من أمراضها المزمنة, مما يضطر الاهالي مع هذا الوضع السيئ للذهاب إلي العيادات الخاصة. 400 طن قمامة ويري عزت عطية رئيس حي الوراق إن ما تم إنجازه خلال الفترة التي تولي فيها رئاسة الحي يفوق ما تحقق منذ سنوات طويلة, أما عن مشكلة النظافة فقال إن الهيئة العامة للنظافة والتجميل بالتعاون مع العمالة الموجودين بقطاع النظافة بالحي يقومون برفع من350 إلي400 طن قمامة ومخلفات يوميا من المناطق المختلفة, حيث تم رفع مخلفات متراكمة منذ فترات طويلةمن عزبة المفتي وشوارع جمال عبدالناصر والمسابك الصرف الصحي وملف السينما وبطيء ترعة السواحل والمرور وكورنيش النيل وجلخا وكفر السلمانية وكذلك تجمعات من أسفل حرم الطريق الدائري بجوار مدارس الشريف ومن جزيرتي محمد وطناش وشوارع البوسطة والفيلا والسموني وطريق الكوم الأحمر, مشيرا إلي أنه قام برفع مخلفات كثيرة من الأنفاق ومنها نفقا كفر الحما والمعهد الديني وشوارع عشرة والخلايفة وخالد ابن الوليد والمسابك. وقال انه قام بوضع خطة لتنظيف وكنس وتجريد ورفع الأتربة من الشوارع علي مستوي الحي بالكامل مع تجميل الميادين والأماكن العامة بزراعة الأشجار والمسطحات الخضراء فضلا عن القيام باعمال الدهانات والإنارة مع تحديد ثلاث ورديات للعمل علي مدار24 ساعة لضمان رفع القمامة بشكل منتظم. ويري رئيس حي الوراق إن مشكلة القمامة تكمن في قيام المواطنين بإلقاء المخلفات في الشوارع طوال اليوم وليس في توقيتات محددة حتي يستطيع الحي التعامل معها للقضاء علي المشكلة, مضيفا أن هناك مشكلة أخري في قيام المتعهدين بجمع القمامة من بعض المنازل وإلقائها في قارعة الطريق, مؤكدا أن الحل في رفع المخلفات من المنازل عن طريق شركة متخصصة, إلا أن هذا لا يحدث نتيجة عدم إضافة رسوم النظافة علي إيصالات تحصيل قيمة استهلاك الكهرباء مثل الأحياء الأخري بالمحافظة. حل مشكلات المياه والصرف وأعلن أنه تم إنشاء محطتين لمياه الشرب بجزيرة الوراق بالاضافة لتطوير المحطة القديمة بتكلفة تصل إلي مليوني جنيه, فضلا عن تطوير شبكة مياه الشرب بحي الوراق والقري التابعة له وهي جزر الوراق ومحمد وطناش, معلنا انه تم الانتهاء من توصيل الصرف الصحي بجزيرة محمد وطناش وجار الاستعداد لتنفيذ الصرف بالدفع النفقي بمنطقة المشاية بعد عشر سنوات من توقف المشروع بها, معترفا بوجود مشكلة في عزبتي المفتي والخلايفة غير أن الحي يستعد لطرح مشروعين علي شركات المقاولات لتنفيذ أعمال الصرف الصحي بهما. وأشار إلي انه نظرا لارتفاع الكثافة الطلابية في محافظة الجيزة وخاصة في حي الوراق تم إنشاء مدرستي السادات ونور المعارف للتعليم الاساسي بمنطقة سيدي عبد العزيز وجناح بمدرسة الوفاء بالاضافة إلي مدرسة الشروق الثانوية لالتحاق طلاب قريتي جزيرة محمد وطناش بدلا من مدرسة برطس التابعة لمركز ومدينة أوسيم التي تسببت في تحمل الطلاب وأولياء الأمور مشقة كبيرة, مؤكد أن هذه المدارس سوف تدخل الخدمة التعليمية العام المقبل وبذلك سيتم الانتهاء من التكدس في فصول التعليم المختلف. 6 ملايين للرصف أما عن مشكلة الرصف فقال إن المحافظ رصد مبلغ ستة ملايين جنيه لرصف الحي, حيث تم صرف ثلاثة ملايين جنيه علي رصف شوارع مدينة السادات بالكامل والطريق الرئيسي بجزيرة محمد ببلاط الانتر لوك, واتفق الحي علي رصف كفر الحماية بداية من شارع الكورنيش وحتي الطريق الدائري, موضحا انه بالنسبة لمشكلة التكدس المروري التي تحدث عن نزلة الطريق الدائري بمنطقة طناش الذي يربط أكثر من محافظة مع الجيزة فقد تم إنشاء دوران للقضاء نهائيا علي التكدس وجار تنفيذ دوران آخر لإحداث انسيابية في الحركة المرورية, فضلا عن إنشاء كشك للمرور بتكلفة وصلت إلي40 ألف جنيه لتنظيم المرور والقضاء علي الفوضي. تطوير المستشفي وأوضح انه بالنسبة للمجال الصحي تم افتتاح مستشفي الوراق المركزي بعد13 عاما من التوقف وذلك بإمداده بجميع الأجهزة حيث كان يعمل كعيادات خارجية فقط وجار تجهيز المغسلة وغرفة التعقيم والمشرحة وتشغيل الأدوار العليا المهملة بها البالغ عددها سبعة طوابق خلال الفترة المقبلة. واختتم عزت عطية تصريحاته قائلا انه بعد فتح التراخيص للتوك توك ستتم السيطرة عليه بعد وضع اللوحات المعدنية عليه ويمكننا بسهولة معرفة المشاغب أو مرتكب المخالفات والجرائم لمحاسبته طبقا لأحكام القانون. رابط دائم :