اثار اعلان بعض المسئولين السوريين عن عزم بشار الأسد شن الحرب علي الاردن مع بدء انهيار نظامه ردود أفعال متضاربة إذ تري صحيفة الجارديان البريطانية ان ملامح الصراع السوري الاردني بدأت تتكشف خاصة بعد حالة الاستنفار الموجودة علي حدود البلدين وسماح الأردن بوجود قوات أمريكية علي أراضيه تحسبا للتدخل العسكري في سوريا وكذلك موافقته علي نشر الولاياتالمتحدة لصواريخ باتريوت علي حدوده مؤكدة ان نشوب الحرب بين الجارتين متوقع بالفعل ونظرا للموقف السوري المتخبط فليس من المستبعد ان يشن الأسد هجوما استباقيا علي الحدود الاردنية بحجة وجود قواعد تدريب للجيش السوري الحر هناك وسماح الأردن بالتدخل العسكري الغربي عبر اراضيه واحتضانه ل200 جندي أمريكي تمهيدا لوصول عشرين الفا اخرين خلال أسبوعين كما ان الاردن لعب دورا كبيرا في اقناع الغرب بالمعارضة وبضرورة امدادها بجميع المساعدات العسكرية والاستخبارية والمادية. وهي ليس بالأمر الغريب علي الأردن الذي تعود علي لعب دور العميل وهو ما كشفه التاريخ اذ خان الشعب المصري في حربي1967 و1973 وكان يتودد ليسترق المعلومات ليبلغها للولايات المتحدة واسرائيل وها هو يبحث عن دور جديد في المنطقة مستغلا الازمة السورية التي قد تورطه في حرب أكثر دموية مما تشهدها سوريا. وباتت الحرب الكلامية بين النظامين علي أشدها اذ يلجأ الاسد الي تصدير أزمته للاردن في الوقت الذي استعان فيه الملك عبدالله بالغرب لمواجهة التهديدات السورية والشعبيان العربيان هما اللذان سيدفعان الثمن. ومن جانبها, قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية, إنه علي الرغم من أن تعزيز الولاياتالمتحدة لقواتها علي الحدود يقوض فرص الأسد في البقاء, إلا أنها حذرت من مواجهات دامية قد تشعل الحدود السورية الأردنية, خاصة بعد إعلان الولاياتالمتحدة عن تدريبها للجيش الأردني تحسبا للتدخل العسكري لتأمين مخزون الأسلحة الكيميائية في سوريا, مشيرة الي أن رحيل الأسد لن يغير من المعادلة حيث إن الحرب اذا اندلعت بين سوريا والأردن ستظل دائرة لسنوات طويلة, وهو ما يصب في صالح إسرائيل التي خدمتها الظروف أكثر مما تتوقع إذ استطاعت أن تشعل الحرب في سوريا والتي قد تمتد بدورها الي البلدان المجاورة, ودأبت خلال الفترة الماضية علي اثارة الفوضي في مصر, وبذلك تنشغل تلك الدول في صراعاتها الداخلية غير مبالية بالتهديدات والمخاطر الإسرائيلية. وعلي الأردن اتباع سياسة النأي بالنفس بعيدا عن أي صراعات مع سوريا, لان الانخراط في مثل هذا الصراع الدائر قد يكلفه الكثير ومن شأنه أن يهدد أمنه واستقراره, مشيرة الي أن الأردنيين طالما أرادوا تقديم الدعم والمساعدة لأشقائهم في سوريا, إلا أن هذا النوع من الدعم قد يجر البلاد الي حرب شرسة مع الأسد الذي لايزال ممسكا بزمام الأمور. ويعد سماح الأردن للقوات الأجنبية باستخدام اراضيه في عملية التدخل العسكري في سوريا وصمة في جبين النظام الذي يعمل جاهدا لارضاء الغرب ولخدمة مصالحه في المنطقة, إلا أنه لم يع خطورة نشوب حرب مع سوريا في مثل تلك الفترة التي يعاني فيها الأسد كوارث كثيرة تجعل ردود فعله غير محسوبة أو متوقعة. سمر أنور رابط دائم :