مصر شريك إستراتيجي في إعادة الأمن والاستقرار إلي الصومال أكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود تقدير بلاده للدور المصري في تحقيق الاستقرار والسلام ودفع عجلة التنمية في الصومال. وقال في حواره مع الأهرام المسائي في العاصمة الصومالية مقديشيو ان مصر شريك أساسي لنا منذ سنوات طويلة ولدينا تنسيق وتعاون كامل في المحافل الدولية والافريقية والعربية.. مشيرا الي الدعم المصري لعملية التنمية ودفع الاقتصاد الي الامام علي كل المستويات. * ما أولوياتكم خلال المرحلة المقبلة لتحقيق الاستقرار في الصومال ؟ ** بدأنا بالفعل في الحركة للامام واحراز تقدم في الكثير من المجالات من خلال استراتيجية مستقبلية لاحداث التنميةالحقيقية في الصومال ترتكز علي ستة محاور تحتل ثلاثة منها أولوية قصوي لنا وهي الامن واعادة الاعمار وتوفير التمويل. وتحتل مسألة تحقيق الامن في الشارع الصومالي المرتبة الاولي في اولوياتنا خلال المرحلة المقبلة فبدون وجود الامن لن نتمكن من تحقيق اي شيء, ولن نستطيع ان نصل الي العالم او يأتي العالم الينا ولذا فاننا بدأنا ببناء قدراتنا في المؤسسات الشرطية والعسكرية حيث يتم حاليا تدريب القوات الصومالية بصورة احترافية حتي تقوم بمباشرة مهامها في حفظ الامن واعادته الي الشارع الصومالي من جديد. ولاشك في ان التحدي الاكبر الذي يواجهنا في تلك العملية هو التمويل حيث يتطلب ذلك اموالا كبيرة نسعي الي توفيرها بالاضافة الي كيفية توحيد المجتمع الصومالي بعد عاني كثيرا من الحرب الاهلية فلابد للشعب نفسه بأن يشعر بان الجندي الموجود في الشارع ليس من الميليشيات التي تدمره بل هي شرطة صومالية تسعي لحمايته والدفاع عنه. الاتحاد الإفريقي * كيف ترون الدور الذي تقوم به قوات الاتحاد الافريقي( أميصوم) في مواجهة جماعات الشباب الارهابية وتحقيق الامن في الشارع الصومالي ؟ ** أولا الصومال دولة مؤسسة للاتحاد الافريقي ومعروف ذلك تماما ولذا فان الاتحاد يبذل جهودا كبيرة لإعادة الاستقرار والامن الي الصومال من قوات الاميصوم الموجودة لدينا والتي لعبت ومازالت دورا مهما في مطاردة جماعات الشباب المتطرفة الي خارج مقديشيو لمسافات بعيدة ونجحت الي حد كبير في اعادة الامن الي الشارع الصومالي من جديد ولذا فان دور الاتحاد الافريقي مهم للغاية ونقدره تماما وحيث سنشارك الشهر المقبل في احتفالات الاتحاد بمرور خمسين عاما علي تأسيسه. * هناك تقارير دولية تشير الي ان الصومال تحتل المرتبة الاولي في الفساد كيف تقرأون تلك التقارير ؟ ** هذه التقارير غير صحيحة جملة وتفصيلا فكيف يمكن لهذه الجهات الحصول علي تقارير دون ان تأتي الي هنا وتتعامل معنا مباشرة وتحصل علي معلومات حقيقية وموثقة وهذا لاينفي وجود فساد فهو موجود في العالم كله ولدينا خطة لمحاصرته والقضاء عليه خلال المرحلة المقبلة من خلال دعم المؤسسات المالية في الصومال بصورة جادة وعلمية في نفس الوقت. السياسة الخارجية * ما ملامح السياسة الخارجية الصومالية خلال المرحلة المقبلة وكيف يمكن ان تعيد الصومال الي المجتمع الدولي من جديد ؟ ** لدينا خيار واحد فقط في سياستنا الخارجية هو التعاون مع الجميع وخلق علاقات طيبة مع الجميع خاصة دول الجوار فلا سبيل أمامنا لتحقيق أهدافنا دون التعاون مع الجميع وانهاء اي مشكلات كانت موجودة من قبل ولذا فان علاقتنا مع دول العالم سوف تشهد مزيدا من التحسن وهوما سوف ينعكس علي مستوي التمثيل الدبلوماسي الدولي في مقديشيو. * كيف يمكن تنمية الاقتصاد الصومالي بعد سنوات طويلة من الحرب الاهلية؟ والصراعات المسلحة التي نتج عنها انهيار البنية التحتية في البلاد تماما ؟ ** أولا نحن دولة ليست فقيرة كما يتصور البعض بل إن العكس الصومال دولة غنية للغاية ولدينا موارد كثيرة فهناك3300 كيلو متر شواطيء بها ملايين الاطنان من الاسماك بالاضافة الي البترول والموانيء والمنتجات الزراعية وغيرها ولكن الصراعات حولتنا الي دولة فقيرة. والتحدي الذي يواجهنا الان هو كيفية الاستفادة من تلك الموارد الطبيعية من خلال اقامة مشروعات مختلفة بمساعدة الشركاء الدوليين والقطاع الخاص اذ لدينا الآن عدد من القوانين يتم اعدادها لتسهيل عملية استغلال الموارد الطبيعية وبمشاركة القطاع الخاص وجذب المستثمرين الاجانب الي البلاد. اللاجئون * ما خطتكم للتعامل مع ملف اللاجئين الصوماليين ؟ ** ملف اللاجئين من الملفات المهمة والشائكة في نفس الوقت فلدينا مليون لاجيء خارج الصومال مسجلين رسميا ونصف مليون دون تسجيل بالاضافة الي1.5 مليون لاجيء داخل الصومال نفسها بمايعني ان لدينا مليوني لاجيء دون منازل. اننا نسعي الي مواجهة تلك الازمة حيث سيكون هناك مؤتمر دولي حول اللاجئين الصوماليين قريبا بمشاركة الاممالمتحدة والشركاء الدوليين ثم يعقبه مؤتمر اقليمي ايضا حول نفس القضية. كذلك تسعي الحكومة حاليا لاعادة اعمار البلاد التي دمرتها الحرب والنزاعات تماما ونبذل جهودا كبيرة لتوفير مساكن للاجئين واقامة محطات مياه ومدارس ومستشفيات وخدمات اخري لهم حيث نأمل في ان تنتهي تلك المشكلة خلال3 سنوات. * لاشك في ان اهمال القرصنة تهدد الاستثمارات والتنمية في الصومال.. كيف يمكن مواجهة ذلك التحدي ؟ ** سبب الازمة الرئيسي جاء منذ20 عاما حيث لم يذهب خلال تلك السنوات الي المدارس من الاطفال سوي نسبة25% فقط وبالتالي فان الذين تسربوا من التعليم وجدوا انفسهم بلا تعليم او تدريب وبالتالي دون عمل فاتجه بعضهم للصيد وبعضهم الي القرصنة والآخر الي جماعات الشباب الإرهابية. لذلك لدينا خطة لاعادة تأهيل الشباب وتدريبهم حتي يكونوا مشاركين في عملية التنمية وفي نفس الوقت نبذل جهودا كبيرة لمواجهة من تبقي من أعمال القرصنة والتي انحصرت بشكل كبير خلال العام الماضي. رابط دائم :