وسط مجازر يذهب ضحيتها ملايين الأبرياء كل عام في صراعات عسكرية دموية حول العالم يبقي ضحايا اليهود علي أيدي الزعيم الألماني أدولف هتلر الموضوع الأكثر تكرارا وإلحاحا في وسائل الإعلام العالمية.الحرب العالمية الثانية انتهت عام1945 أي منذ68 عاما ومازالت دول ومنظمات ومؤسسات مصرة علي تذكيرنا بضحايا المحرقة النازية المزعومة من اليهود الأبرياء! العقلية الأوروبية والميديا الغربية مصممة علي تصوير اليهود علي أنهم ضحايا رغم كل ما ارتكبوه من مجازر في الأراضي العربية المحتلة! مثل مقررات التربية القومية التي تفرض علي التلامذة, مكتوب علي العالم أن يذاكر الدرس نفسه, اليهودي المغلوب علي أمره في أوروبا والذي قضي في أفران الغاز!ورغم كل المغالطات التي فندها عشرات المؤرخين الثقاة بشأن عدد قتلي اليهود المبالغ فيه جدا علي أيدي النازي, نستمع إلي نفس الدرس الغبي الذي يفترض فينا ضعف الذاكرة والبلاهة والغباء.بولندا كرمت أمس اليهود الذين قاتلوا النازية في جيتو وارسو.انطلقت الصفارات وقرعت أجراس الكنائس في المدينة احتفالا بذكري تصدي بضعة مئات من اليهود لقوات النازي خلال الحرب العالمية الثانية.تقام مثل هذه الاحتفالات بين وقت وآخر في عواصم أوروبية بالتناوب ليظل العالم أسيرا لفكرة عقيمة يفترض اندثارها في طيات التاريخ بكل ما فيها من مغالطات ومبالغات بشأن ضحايا يهود علي أيدي جيوش ألمانيا, للتعتيم علي ما ترتكبه إسرائيل من مجازر وحشية ضد الفلسطينيين وضد غيرهم في الأراضي المحتلة, وضد اللبنانيين في الجنوب اللبناني والأتراك في المياه الدولية والسوريين وغيرهم.لم نسمع يوما عن ندوة أوروبية لمناقشة انتهاكات اليهود التي لا تتوقف في كل مكان.لم نقرأ تقريرا غربيا عن عدد الضحايا العرب الذين أبيدوا في اعتداءات إسرائيلية هنا وهناك.لم نر فيلما تسجيليا أوروبيا أو أمريكيا عن الأسري الفلطينيين في سجون الاحتلال.لم يبرز مؤلف منصف يتناول السيرة الذاتية لمجرمي الحرب الإسرائيليين منذ تم الإعلان عن الدولة العبرية منذ عام1948 ومنهم البولندي الأصل مناحم بيجين, وبن جوريون وموشيه ديان وبنيامين نتنياهو وأريئيل شارون وشمعون بيريز, وأياديهم كلهم ملطخة بدماء الأبرياء في مجازر بشعة تفوق في حجمها وقسوتها ما فعله بهم النازي.أوروبا كلها منحازة لإسرائيل, تدعمها بكل ما تحتاجه وقت اللزوم, ليس بالسلاح وحده ولكن بالأكاذيب والاحتفالات المشبوهة.. والعرب لايتحركون ولا يحتجون! ورغم صحوة الربيع العربي.. مازلنا نائمين.. فمتي نفيق؟ رابط دائم :