في الوقت الذي أعربت فيه وزارة الخارجية الروسية عن قلق موسكو من تعاون الكتائب المسلحة للمعارضة السورية مع مسلحين من حركة جبهة النصرة التي أقرت علانية ارتباطها بتنظيم القاعدة, وتواصل الاشتباكات العنيفة اليومية في العديد من مدن وبلدات ريف دمشق, إلا أن توجهات الرئيس الأمريكي باراك أوباما إزاء سوريا تعكس رغبته في أن تنتهي أزمتها عبر المسار السياسي دون تدخل عسكري, وهو أمر تراجعت الآمال في إمكانية تحقيقه. وفي تقرير لمجلة تايم الأمريكية- فإن أوباما أمر بشن غارات جوية علي ليبيا وقوفا إلي جانب المعارضة قبل عامين, معللا ذلك برفض الانتظار لرؤية مشاهد المذابح والمقابر الجماعية هناك قبل اتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنعها, غير أنه اتخذ موقفا مغايرا بالنسبة لسوريا التي سقط فيها بالفعل نحو70 ألف قتيل, ولم يبد رغبة حقيقية في وقف المذابح في سوريا عن طريق الإجراءات ذاتها التي اتخذها بشأن ليبيا. وأضافت المجلة أن أوباما قلص من حجم التدخل الأمريكي في الأزمة السورية وجعله مقصورا علي المساعدات الإنسانية, في الوقت الذي تواردت فيه التقارير حول دور وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية( سي آي ايه) في تدريب بعض العناصر المقاتلة من الثوار السوريين, وتوجيه الأسلحة والإمدادات التي تقدمها دول عربية إلي الفصائل الثورية المعتدلة. وفي السياق ذاته, تعالت أصوات في الداخل الأمريكي تطالب بموقف حاسم من الأزمة السورية, وانضم السيناتور الديمقراطي عن ولاية ميتشيجان كارل ليفين, والذي عرف بمعارضته الشديدة للحرب الأمريكية ضد العراق, للسيناتور الجمهوري جون ماكين في حث أوباما علي فرض منطقة حظر جوي في شمال سوريا مدعمة بهجمات جوية دون أن تطأ أقدام أجنبية أرض سوريا. ولم يتوقف الأمر عند مطالبات بريطانيا وفرنسا أو أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بالتدخل لحل الأزمة السورية, فقد شهد الصيف الماضي قيام وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك هيلاري كلينتون ورئيس( سي آي ايه) السابق ديفيد بترايوس بعرض خطة علي البيت الأبيض تشمل تأهيل وتدريب وتسليح مجموعة منتقاة من الثوار المقاتلين في سوريا, وهي الخطة التي أبدي رئيس هيئة الأركان المشتركة إلي جانب وزير الدفاع آنذاك ليون بانيتا تأييدهما لها, غير أن الخطة لم تلق قبولا من أوباما.