ننخدع في المظاهر وتغرنا الشكليات ونتصور دائما أن السلطة والنفوذ والمال كافية لتحقيق السعادة وضمان الاستقرار. ويتجاهل أغلبنا تحت تأثير الظروف المعيشية الصعبة حقيقة أن السعادة في الرضا وليست في أي شيء آخر. فهل يتصور أحدنا أن أسرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما محرومة من أبسط أشكال السعادة الزوجية؟ سيدة البيت الأبيض ميشيل أوباما اعترفت خلال لقاء تليفزيوني مع إحدي القنوات المحلية بأنها أم عزباء, لتكتشف خلال اللحظة نفسها أنها ارتكبت خطأ قد يعرضها لموقف محرج للغاية بكشفها عن معاناتها كامرأة فاستدركت وقالت بعدها مباشرة: لم يكن يتوجب علي قول عزباء, وعادت لتؤكد أنها أم مشغولة, موضحة أن شغل زوجها لمنصب الرئيس يجعلها تشعر قليلا كأنها عزباء, نافية في نفس الوقت أي تقصير عن أوباما مع تأكيدها علي وجوده وحضوره القوي داخل أسرتهم. هذه أقل ضرائب المنصب.. انشغال الزوج عن زوجته إلي الحد الذي يوقعها في زلة لسان لتشكو حالها كامرأة أمام وسائل الإعلام الأمريكية التي لا ترحم. اعترافات ميشيل أوباما جاءت بعد حوارها مع مجلة فووج الأمريكية الذي أشارت فيه إلي قدرة الرئيس علي الوفاء بالتزاماته الأسرية تجاه ابنتيه ووضعهما في قمة أولوياته. الرئيس نفسه ضبط متلبسا بمعاكسة كاميلا هاريس المدعي العام لولاية كاليفورنيا في زلة لسان أخري حيث وصفها بأنها المدعي العام الأفضل من حيث المظهر في الولاياتالمتحدة وذلك خلال جولة لجمع التبرعات, وهو ما اضطره للاعتذار بعدها عن طريق جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض الذي أكد أن الرئيس لم يكن يقصد التقليل من إنجازاتها وقدراتها كمدع عام, وأنه يعتبرها مخلصة وصارمة وتتمتع تماما بكل ما هو مطلوب من أي شخص يقيم القانون قبل أن يعلق علي مظهرها. أضاف كارني أن أوباما يدرك تماما التحديات التي لا تزال تواجهها المرأة في مكان العمل وإنه لا يجب تقييمها بناء علي مظهرها. كلام الرئيس لم ولن يعالج الموقف المحرج الذي وقع فيه عندما نسي أنه رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية أمام شياكة وأناقة كاميلا هاريس وتصرف كرجل مجردا من أعباء الرئاسة, ونسي أيضا أن كلماته ستجلب عليه مزيدا من المتاعب داخل جدران البيت الأبيض عندما تنفرد به زوجته التي لا تشعر حقيقة بوجوده إلي جانبها كرجل.. فهل هذه لعنة البيت الأبيض أم أن الزوجين الأمريكيين هما في نهاية المطاف رجل وامرأة عاديان يعانيان مثل سائر البشر.. ربنا يهديء سرهما. [email protected] رابط دائم :