تزايدت المخاوف في الأسواق الداخلية من استمرار ارتفاع اسعار السلع وتحويل المستثمرين مسارهم من مصر لدول أخري. في ظل جنون الدولار الذي تخطي حاجز ال8 جنيهات في السوق السوداء رغم ان سعر الرسمي6.86 جنيه مع توقعات بوصوله إلي01 جنيهات خلال فترة وجيزة, الامر الذي يحمل الاقتصاد القومي المزيد من الأعباء, ويلقي بظلاله السلبية علي المواطن البسيط الذي اصبح عاجزا أمام ارتفاع اسعار السلع الغذائية والصناعية. ولم تحل العطاءات التي يجريها البنك المركزي لضخ العملة الأمريكية في السوق أزمة جنون الدولار, ورغم تأكيد بعض خبراء الاقتصاد أن هذه العطاءات ساهمت في الحد من عمليات الدولرة والمضاربة في السوق, إلا أن البعض الآخر أكد فشلها في كبح جماح اسعار صرف العملات. وتوقع عدد من المستثمرين والصناع هجرة جماعية لرجال الأعمال لاقامة مصانع في دول أخري لحين عودة الاستقرار بالصورة التي تجذب رءوس الاموال. ورغم جنون أسعار السلع إلا أن تجار الخضر والفاكهة اكدوا ان اسعارها في متناول المواطنين خاصة مع بدء الموسم الصيفي وزيادة الكميات المعروضة منها, متوقعين انخفاض الأسعار خلال الأيام المقبلة. ونفت شعبة الصرافة باتحاد الغرف التجارية ما تردد أخيرا بشأن امتناعها عن بيع الدولار وتعطيش السوق لتحقيق مكاسب شخصية من جراء ارتفاع الاسعار, مؤكدة انه لا توجد سيولة لديها في ظل امتناع البنوك عن مدها بالعملة الامريكية. وجاء المواطن البسيط ليلعب دور المتفرج في مسرحية ارتفاع الأسعار التي لعب فيها الدولار دور البطولة في ظل غياب الرقابة علي الاسواق لكبح جماحه, وأبدي المواطنون استياءهم الشديد من جنون اسعار السلع في ظل تدني الظروف الاقتصادية التي تشهدها البلاد, محملين الحكومة السبب لانها لم تتدخل للسيطرة علي الانفلات السعري.