توقع خبراء اتصالات متابعون لقضية قطع الكابلات البحرية المغذية للانترنت في مصر والتي اسفرت عن قطع ثلاثة كابلات منها خلال الاسبوع الماضي تورط جهات خارجية خاصة انها تحقق عائدات سنوية تصل الي حوالي مليار جنيه من رسوم خدمات الإنترنت الدولية عبر الأراضي المصرية, علاوة علي أن مصر تحتل المركز الاول اقليميا في مرور الكابلات البحرية متفوقة علي اسرائيل التي تنافسها في نفس المجال طبقا لتصريحات الدكتور عاطف حلمي وزير الاتصالات. واستبعد نايل الشافعي مهندس الاتصالات والمحاضر في معهد مساتشوستس الأمريكي للتقنية قيام ثلاثة غواصين بقطع الكابل البحريSmw4 لأن قطعه يحتاج لأدوات لم تكتشف مع هؤلاء الغواصين حسب الصور التي نشرت لهم. وأوضح الشافعي أن الكابل البحري مدرع بشكل قوي مما يجعل سبب انقطاعه بعيدا عن محاولة من ثلاثة غواصين بأدوات بدائية, مبينا أن تدريعه يتكون من سبع طبقات هي الكفلار أو البولي إثيلين ثم شريط مايلار ثم ضفائر صلب ثم حاجز للماء من الألومنيوم ثم بولي كاربونات ثم أنبوب نحاس فجيلي نفطي. وشدد علي أن معدات قطع الكفلار وهو التدريع الرئيسي للكابل, متطورة, لأنه ينصهر تحت درجات حرارة عالية تسلط عليه لمدة طويلة, مضيفا أن وجود القطع في الكابل البحري علي بعد750 مترا من ساحل الإسكندرية يعني الحاجة لأكثر من مركب صيد ومعدات غوص للوصول للكابل. وقال الشافعي إن قطع الكابل سيجعل مصر بحاجة الي شراء سعات فورية لتوفير بدائل لضمان استمرار خدمة الإنترنت, لكن قبل البحث عن سعات فورية يصل سعرها في السوق السوداء إلي400 مليون دولار علي المسئولين في مصر البحث عن طرق لضمان عدم انقطاع مثل تلك الكابلات مرة أخري, مما سيوفر علي الدولة الملايين من الدولارات. واقترح د. عبد الرحمن الصاوي نائب رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات باتحاد الصناعات المصرية قيام شركات الإنترنت المصرية والعربية بالتعاون فيما بينها لإنشاء سنترالات إقليمية تربطها ببعضها, الأمر الذي سيتيح لأي شركة تحميل جزء من اتصالاتها علي شبكات الشركات الأخري في حال حدوث أي أزمات لتفادي ازمات انقطاع الكابلات البحرية واضاف أن الكابلات البحرية تعتبر أساس الاتصالات في العالم حاليا, لأن معدلات الأخطاء والأعطال فيها تقل بكثير عن نسبتها في الأقمار الاصطناعية, وقال الصاوي إن مسارات الكابلات البحرية تحت مياه البحر محددة طبقا لدراسات,وتخضع لضوابط علمية, ولها وسائل حماية وتأمين تتعلق بطبيعة المنطقة التي تمر بها, سواء في عمق البحر أو بالقرب من السواحل. من جانبه بحث المهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع بول روجرز,المدير التنفيذي لتطوير البرمجيات العالمية لشركة جينرال اليكتريك العالمية, الحلول المبتكرة والحديثة في مجال تحسين أداء الكابلات البحرية وكفاءتها بالتنسيق مع الشركة المصرية للاتصالات, ومايتبعها من خطوات مهمة من خلال توفير أجهزة تقوية للكابلات الموجودة حاليا. وأوضح حلمي أن شركة جينرال اليكتريك ستقدم حلولا جديدة باستخدام الطاقة المتجددة عن طريق الرياح أو الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء وتكلفتها, مشيرا الي أنه سيتم التنسيق مع وزارة الكهرباء ودعوة الخبراء في مصر للاستفادة من تلك الحلول فضلا عن تقديم حلول بتكنولوجيا حديثة لمحطات الكهرباء الموجودة حاليا وتقليل الاعتماد علي السولار عن طريق تركيب بطاريات بتقنية عالية الجودة بجانب الإطلاع علي أحدث التقنيات التي طورتها الشركة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في مجال الشبكات الذكية وغيرها من التطبيقات المهمة بالنسبة لمصر.