أبدي عدد من الإعلاميين ضيقهم الشديد لعدم مشاركتهم في وضع ميثاق الشرف الإعلامي الذي دعا وزير الإعلام صلاح عبد المقصود لوضعه. ليكون أول ميثاق شرف ينظم العمل الإعلامي وجاء سبب الاعتراض لكثافة وجود خبراء الإعلام وأساتذة بالإعلام, دون وجود فعلي لممارسي العمل الإعلامي أو حتي لشيوخ المهنة الذين علي استعداد أن يضعوا خبرة عملهم في الإعلام في هذا الميثاق الجديد, كما أكد عدد منهم أن هناك ميثاقا شرفيا إعلاميا كان عدد من العاملين بالإعلاء م قد أعدوه وبدأت لجنة من مجلس الأمناء بمناقشته ليفاجأوا بدعوة الوزير لوضع ميثاق جديد, بينما رأي آخرون أن ميثاق الشرف الإعلامي لابد وأن يضم عددا كبيرا من ممارسي العمل الإعلامي حتي تكون هناك مشاركة فعلية لهم وليس مجرد ميثاق لم يشاركوا فيه ولا يعرفون عنه شيئا. في البداية, تساءلت الإعلامية سهير الإتربي عن كيفية وضع ميثاق شرف إعلامي بدون وجود لعدد من الإعلاميين العاملين في الحقل الإعلامي بشكل جاد, فلابد أن يشارك في وضع هذا الميثاق الإعلاميون بأنفسهم بخلاف خبراء وأساتذة الإعلام, وكان ينبغي دعوتنا قبل دعوة أساتذة الجامعات, فأنا عملت بالإعلام41 عاما فكيف يتم إغفال هذا العمر دون المشاركة في وضع الميثاق. وأضافت أن الأمر ذاته يتكرر في تقييم البرامج التليفزيونية, لذا أدعو أن يكتب خبراء الإعلام الميثاق ثم نقوم بمراجعته بأنفسنا لنري ما إذا كانوا استطاعوا أن يقدموا في الميثاق الإعلامي الحياة التي عشناها خلال فترة عملنا أم لا, خاصة أن الأكاديمي بعيد عن العمل الفعلي. وأشارت إلي أن أهم شيء لابد من وضعه في الاعتبار خلال كتابة ميثاق الشرف الإعلامي هو الحفاظ علي البلد خلال استخدام الآلة الإعلامية, ليعلم المذيع أنه قبل أن يتحدث مع الجمهور لابد أن يضع في ذهنه مدي خطورتها قبل أن ينطقها, وأمور أخري كثيرة عملية وليست نظرية, لذلك فإن الميثاق الإعلامي يعني أنك تحافظ كإعلامي علي القيم الموجودة, وليس الاعتماد علي الكذب والفضائح مثلما بات الحال الآن. بينما أكد الإعلامي طارق حبيب أن الوزير أو الحكومة ليس لهم أي علاقة بميثاق الشرف الإعلامي أو وضعه, خاصة أنه قرار يجب أن يتخذه العاملون بمجال الإعلام من واقع حبهم واحترامهم لعملهم ولأنفسهم ولأوطانهم, وهو أمر لابد منه. وأضاف: أتمني عند الاتفاق عليه أن يكون بعد دراسة متأنية بحيث تحفظ للإعلامي حقوقه, وفي الوقت ذاته تستطيع محاسبة المتجاوز للخطوط الحمراء التي تصنعها عادتنا وتقاليدنا, ويراها مجموعة من العاملين أنها غير مفروضة عليهم من الخارج, ولكن من منطلق النقد الذاتي. بينما كشف الإعلامي محمود سلطان عن مفاجأة وهي أن العاملين من الإعلاميين باتحاد الإذاعة والتليفزيون كانوا قد أعدوا ميثاق شرف إعلامي وانتهوا من كتابته, ثم قمنا في لجنة الاختبار التابعة لمجلس أمناء باتحاد الإذاعة والتليفزيون بمناقشه هذا الميثاق لنفاجأ, بلجنة أخري مشكلة لوضع ميثاق الشرف الإعلامي. وأضاف أنه ينبغي أن تكون لجنة وضع الميثاق الإعلامي مستقلة تماما وليست منحازة لأي طرف, مشيرا إلي أنهم في لجنة الأخبار بمجلس الأمناء سيعيدون مناقشة الميثاق الذي وضعه الإعلاميون, ليتم عرضه فيما بعد علي رئيس الاتحاد. بينما قالت الإعلامية سلمي الشماع إن مشاركة خبراء وأساتذة الإعلام ليس أمرا مضرا, ولكن ينبغي ان يكون هناك وجود لأصحاب المهنة أنفسهم فهم من لديهم خبرة وتجربة حقيقية ويستطيعون أن يساهموا في وضع الميثاق بشكل فعلي, خاصة ان وضعه يعتمد علي وجود عدد من الاتجاهات المتنوعة وعلي كل اتجاه أن يأخذ حقه, وإذا لم يحدث ذلك سيظهر الأمر بشكل منتقص منه, ونحن لا نتمني أن يظهر بهذا الشكل. وقال د.سامي الشريف إنه في كل الدول الديمقراطية التي تعترف بقوانين ومواثيق تنظم العمل الإعلامي يقوم الإعلاميون الممارسون بأنفسهم بوضعها, وإذا تطلب الأمر الاستفادة يستفاد بخبرات بعض أساتذة وخبراء الإعلام, لكن في النهاية يجب أن يكون لممارسي العمل الإعلامي الأولوية. وأضاف: في تقديري لن يفيد وضع الميثاق إذا تم استبعاد الخبرات الإعلامية الهامة التي يكون لها الصدارة, وإذا كان هناك أكاديميون فينبغي أن يكونوا بلا أي انتماءات سياسية أو يشغلون مناصب رسمية لكي لا تؤثر في وضع ميثاق الشرف الإعلامي, مشيرا إلي أن كل خبراء الإعلام الذين يقومون بوضع ميثاق الشرف الإعلامي أسماء محترمة ولكن اثنين منهم في لجنة وضع الميثاق كافيان ليكون الباقي من الممارسين الفعليين للعمل الإعلامي ما بين مخرج ومعد وأصحاب القنوات الخاصة, فهم الذين يعملون علي أرض الواقع ويعرفون جيدا مشكلات الإعلام الحقيقية. رابط دائم :