احتفلت الاذاعات في كل أنحاء العالم يوم13 فبراير الماضي باليوم العالمي للراديو, وقدمت شبكاتنا الاذاعية جميعها العديد من البرامج واللقاءات مع ذوي الشأن من أدباء وكتاب وإعلاميين دارت حول هذا اليوم وحول أهمية الراديو في حياة الناس والمجتمعات وكيف أن الراديو يعتبر وسيلة إعلامية باذخة لها دورها في نقل الاحداث ودورها في التثقيف والترفيه والتنوير ثم انه الوسيلة الأولي والفعالة في نقل الأخبار العالمية في التو واللحظة مقربا المسافات بين الشعوب مما جعل العالم أشبه بقرية صغيرة الكل فيها يعرف الكل, واليوم العالمي للراديو جاءت فكرته وروجت له المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم( اليونسكو) وقام المسئولون في هذه المنظمة باختيار يوم13 فبراير من كل عام للاحتفال بالراديو لأنه هو اليوم الذي بدأ فيه بث إذاعة الأممالمتحدة عام1946 التي تذيع بعدة لغات منها اللغة العربية وتقدم أخبار المنظمة العالمية وفروعها المختلفة وما يدور من مناقشات وحوارات حول القضايا العالمية في اجتماعات الجمعية العمومية ومجلس الأمن وكذلك بث كل أخبار المنظمات التابعة للأمم المتحدة والحوارات التي يجريها مذيعو هذه الاذاعة مع مسئولي هذه المنظمات ومع رؤساء الوفود في اجتماعات الهيئات والمنظمات الدولية وهناك ما يشبه الطرفة حدث عندما طرحت فكرة اليوم العالمي للراديو للمناقشة في اليونسكو فقد تقدمت أسبانيا عن طريق رئيس وفدها في المنظمة باقتراح أن يكون يوم30 أكتوبر من كل عام هو اليوم العالمي للراديو وكانت حجة الوفد الأسباني أنه في هذا اليوم سنة1938 حدث اضطراب بين ملايين المستمعين أصابهم بالهلع والخوف ذلك أن إذاعة البي بي سي بثت برنامجا دراميا لرواية الكاتب الانجليزي( ويلز)H.g.wails التي تخيل فيها هذا الكاتب الفذ أن كائنات من المريخ نزلت إلي الأرض واحتلتها وكانت مدة هذه المعالجة الدرامية ساعة وقدم معظم فقراتها علي هيئة نشرة أخبار حيث اعتقد المتلقون أن ما يسمعونه من أحداث ليس معالجة درامية ولكنها أخبار حقيقية وكانت حجة الاسبان أن الراديو له تأثيره القوي علي السامعين لدرجة أنهم صدقوا بالفعل أن هناك كائنات غريبة من المريخ احتلت الأرض, ولكن بعد المناقشات استقر الرأي علي أن يكون يوم13 فبراير من كل عام هو الموعد المحدد للاحتفال بالراديو.. ولاشك انها فكرة جميلة من اليونسكو هدفت من ورائها إلي زيادة ومضاعفة الوعي بين شعوب العالم إلي أهمية الراديو في حياة الأمم وكيف انه وسيلة ترمي إلي مزيد من التعاون بين الدول وإلي التقريب والتواصل بين المذيعين ومقدمي البرامج في إذاعات دول العالم من أجل إعلام إذاعي يوثق العري ويقوي الأواصر ويدعو إلي السلم كما أن اليونسكو هدفت أيضا من وراء الاحتفال بيوم للراديو إلي تشجيع متخذي القرار والمسئولين لكي يوفروا السبل لتصل المعلومات بسلاسة وتدفق عبر الراديو الأمر الذي يؤدي بدوره إلي تحقيق التواصل بين المسئولين ومجتمعاتهم, وهكذا يكون هذا اليوم العالمي للراديو دليلا علي القوة الفعالة لهذا الجهاز الذي يقرب المسافات ويؤاخي بين البشر ويجمع الشمل كما أنه اعتراف من المجتمع الدولي أن الراديو هو الأنيس والجليس الذي يقدم كل ما يثير المتعة في النفوس ويهدهد القلوب ويشيع البهجة ويشحذ الاذهان ويقدم المعرفة بمجرد الضغط علي مفتاح التشغيل في جهاز صغير لا يزيد علي كف اليد. تحية للراديو الذي ملأ حياتنا بهجة وسرورا بمناسبة يومه العالمي. رابط دائم :