بعيدا عن السياسة وقرف الكلام في السياسة التي فرضت نفسها علي كل المصريين يتكلمون ويتناقشون في النادي والمقهي وفي كل أماكن العمل وحتي مع سائق التاكسي وفي المنزل يختلف ويتفق أبناء الأسرة الواحدة والنتيجة غير معروفة حتي الآن ونتمني أن نصل إلي نتيجة ترضي جميع الأطراف ويعود الأمن والأمان والسياحة ويدور دولاب العمل للإنتاج ورأيت أن أخرج من هذه الدوامة السياسية وخصوصا في شهر مارس الذي تحل فيه ذكري كثير من الفنانين واخترت منهم مطرب المطربين وصاحب الصوت المبتسم والذي يدعو للتفاؤل وغني أحلي أغاني الصباح يا حلو صبح يا حلو طل يا حلو صبح نهارنا فل وغني لشهر رمضان( والله بعودة يا رمضان) وغني أشهر وأحلي أغنية لثورة يوليو( ع الدوار ع الدوار راديو بلدنا فيه أخبار) ومن أشهر الأغاني عن الإسكندرية( بين شطين وميه يا غاليين عليا يا أهل إسكندرية) لحن الموسيقار كمال الطويل ومن أغانيه المبتسمة والتي يبتسم المستمع وهو يسمعها( الحلو أبو شامة علي جبينه آل إيه محناش عاجبينه)( ماشي كلامك علي عيني وعلي راسي) واغنية( علي فكرة إزيهم) وأغنية( أبو سمرة السكرة أبو ضحكة منورة)( إنشاالله ما أعدمك) سمعت وعرفت المطرب الشاب محمد قنديل في أحد الأفراح في حي شبرا وكان ذلك في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي وكنت طالبا في الثانوية ولم أكن أعمل بالموسيقا وأعجبت بهذا المطرب وأخذت أتتبعه واستمع إليه في الراديو وأحضر الأفراح التي يغني فيها فهو من حي شبرا وأنا كذلك ولما اشتغلت بالعمل الموسيقي في أوائل الخمسينيات تقابلنا في العمل وكانت البداية في حفلات حديقة الأندلس والتي كانت تشرف علي العمل إدارة الشئون المعنوية ومن خلال هذه الحفلات خرج إلي النور وعالم الشهرة العندليب عبدالحليم حافظ ولمع إسم محمد قنديل وأصبحت صديقا ومرافقا لكثير من أعماله وسافرنا إلي أكثر من بلد وهو رفيق مريح يبتعد عن المشاكل ويقدم العون لزملائه في العمل ومتواضع رغم مظهره الرياضي القوي فهو يحب الحديث والكلام عن المصارعة والملاكمة وله شقيق رياضي وأحد أبطال المصارعة وحب محمد قنديل للموسيقا والغناء يعود إلي أنه من أسرة فنية فوالده عازف قانون ماهر وجدته صوتها مسجل علي إسطوانات( سيدة السويسية) وهذا المطرب الحليم والهادئ الطباع عندما يغضب غضبه عنيف وكان يحب الموسيقار محمد عبدالوهاب ويعشق أغانيه ومع ذلك عندما اختلف معه ومع شركة الإنتاج الخاصة للموسيقار عبدالوهاب لأن الشركة إنتهزت فرصة سفر قنديل إلي احد البلاد العربية وقامت بتسجيل أغنية( الغورية) بصوت عبدالحليم حافظ فأغضبه ذلك وفي حوار مع أحد الصحفيين قال( عبدالوهاب حرامي مزيكا) فأغضب هذا الموسيقار الكبير وانقطعت الصلة والعمل بين عبدالوهاب وقنديل الذي كان يعتز بنفسه وكان قليل الوجود في المجتمعات الفنية ويحب الوجود المنزلي وخصوصا في غرفة بها كثير من لعب الأطفال ويتحاور مع البغبغان وكان محبا لأسرته وتأثر وتوقف عن العمل عندما فقد زوجته وعاد بعد إلحاح من المقربين إليه وهذا المطرب الذي تبتسم وأنت تسمع أغانيه له أغان وقصائد شجنية لحنها له الموسيقار رياض السنباطي ولحن له المهندس والموسيقار أحمد صدقي ومن كلمات المؤلف محمد حلاوه أغنية( سماح) والذي يقول فيها( سماح يا أهل السماح لوم الهوي جارح أصل السماح طبع الملاح يا بخت من سامح) وفي حوار مع كوكب الشرق أم كلثوم وسألها الصحفي عن المطرب الذي تحب أن تستمع اليه فقالت محمد قنديل وأطلق عليه زملاؤه والوسط الفني أنه مطرب المطربين رحم الله محمد قنديل الذي أبعدني عن الكلام في السياسة. والله ولي التوفيق رابط دائم :