شن الناقد الادبي الدكتور جابر عصفور مدير المركز القومي للترجمة هجوما حادا علي ما اسماه' أدب المواصفات القياسية' الذي يكتب لارضاء رغبة الغرب في التلصص علي عالمنا العربي وقال في محاضرة القاها أول امس في اكاديمية الدراسات العليا بطرابلس ضمن فعاليات الاسبوع الثقافي المصري المقام في ليبيا حاليا تحت عنوان التنوع الثقافي الخلاق:' شهدت السنوات الاخيرة رواج اعمال ادبية تفتقد الي القيمة الفنية العالية لكنها تجد رواجا في الغرب بسبب تلبيتها لمواصفات معينة يريدها الغرب' وحدد عصفور بالاسم اعمال الكا و كان قد حضر المحاضرة أمين المؤسسة العامة للثقافة نور الحميدي, وأمين عام جائزة القذافي العالمية للآداب الدكتور محمد الحضيري, وأمين رابطة الأدباء والكتاب الليبيين, وعدد من رؤساء وأعضاء البعثات السياسية المعتمدين لدي الجماهيرية العظمي, ومدير عام الأكاديمية وعدد من أساتذة وطلبة الأكاديمية. ودعا عصفور الي الدفاع عن' التنوع الخلاق' في عالمنا العربي الذي تقوم عناصره المختلفة والمتباينة بالتفاعل الإيجابي والمثمر, بينها وبين البعض الآخر, بحيث يؤثر كل عنصر في بقية العناصر أثرا خلاقا فيؤسس الجميع ما يسمي بوحدة التنوع التي تغري وتطري بتنوع عناصرها وبنائها, بحيث يكون هذا التنوع مصدر ثراء وقيمة مضافة للعنصر الكلي أو الوحدة الكلية. وأوضح الدكتور جابر عصفور' في محاضرته أن التنوع الثقافي الخلاق نشأ أولا في مواجهة ما يسمي بالهيمنة, الاستعمارية والثقافية, حيث أن هناك دولا قليلة مستعمرة تهيمن اقتصاديا وعسكريا وثقافيا علي دول كثيرة مستعمرة, وهذا التنوع الثقافي نشأ كفكرة لمقاومة الهيمنة في شتي أوجهها وفي مختلف اصنافها. وتم تطور مع أشكال الهيمنة بحيث انتقل من مواجهة ما يسمي بالمركزية الأوروبية الأمريكية, إلي مايسمي الآن بالعولمة. وأبرز أن العولمة انطلقت أساسا من الاقتصاد وتقوم علي مركز واحد, وإن هذا المركز تديره الشركات المتعددة الجنسية, لافتا الي أن هذه الشركات تسعي إلي جعل الكرة الأرضية, فضاء مفتوحا لتجارة هذه الشركات وأن يعمل كل العالم لتحقيق مصالح هذه الشركات التي تحاول من خلال هذه العولمة القضاء علي الثقافة الوطنية واشار الي ان سيادة العولمة وجدت بعض علامات المقاومة منها' شيوع خطاب نقدي هو' تيار ما بعد الاستعمار' الي جانب ظهور نصوص ادبية يكتبها أدباء هم في الأصل من أبناء العالم الثالث الذين استقروا في الغرب والولايات المتحدةالامريكية وينتجون أدبا يكشف تناقضات الهوية المزدوجة ويعمل علي تعرية' النموذج الغربي' واشار عصفور الي ان هناك مشكلات داخل الدولة الوطنية تتطلب آلية للعلاج قبل تفاقمها مشيرا في هذا الصدد الي ان هناك مناطق تعرضت لاهمال تنموي واضح مثل' الصعيد والنوبة وأرض سيناء' لان الدولة المصرية لا تزال تتجاهل هذه المناطق الطرفية وقال:' من المؤسف ان خطوات تعمير سيناء لا تزال بطيئة' و رأي مدير المركز القومي للترجمة انه لا سبيل لتحقيق نهضة عربية جديدة الا من خلال اشاعة قيم الدولة المدنية التي تواجه الاستبداد السياسي وتعمل علي مواجهة خطاب الطائفية أو الاصولية الدينية وقوي التخلف عبر الاقرار بمبدأ' المواطنة' وسيادة مبادئ القانون التي تضمن حقوقا متساوية للجميع' ولفت الي ان الاسلام كدين سماوي يقر بقيمة التنوع وفضائل الاختلاف وأكد انه غير متفاءل بالدعاوي التي يتبناها بعض المثقفين حاليا في شأن عقد قمة ثقافية عربية وقال:' أغلب الظن أن هذه القمة لن تحدث, علي الرغم من ان الفكرة في حد ذاتها بالغة الاهمية لكن انعقاد القمة يحتاج الي عمل صعب ويزيد من الصعوبة ان الفكرة غير مقبولة من غالبية القادة العرب' ودعا عصفور الي عقد مؤتمر يجمع كل التيارات الثقافية والفكرية والسياسية دون استبعاد لأي تيار أو مصادرة لاي فكرة لتقديم جدول عمل من دون ان يأخذ هذا المؤتمر صبغة سياسية وانما نحن بحاجة الي ساحة لتبادل الرأي بصراحة كاملة'