يتوجه اللبنانيون يوم الأحد المقبل الثاني من مايو وعلي مدي أربعة أيام آحاد الشهر إلي صناديق الاقتراع لانتخاب17 ألفا و98 عضوا بالمجالس البلدية بالأقضية( المراكز) والبلدات والقري والختيارية( الهدية) في1404 أقضية وبلدات وقرية بمحافظات لبنان الثماني, وذلك وسط توافق بين قوي14 آذار( الأكثرية) وقوي8 آذار( المعارضة) لأول مرة منذ خمس سنوات علي عزل السياسة عن هذه الانتخابات وتجاوز الخلافات حول تعديل القانون والاتهامات المتبادلة بتعطيل الاصلاح السياسي, فقد قررت قوي8 آذار الذهاب إلي هذه الانتخابات علي أساس القانون الحالي( القديم) كأمر واقع بعد اجهاض الأكثرية في مجلس الوزراء والشيوخ التعديلات الاصلاحية التي قدمها وزير الداخلية( المحامي) زياد بارود المنضم إلي الحكومة من حصة رئيس الجمهورية. وسوف تبدأ الانتخابات باجرائها في محافظة جبل لبنان ويتنافس فيها نحو600 مرشحة علي مستوي البلد. فقد اتفق الجمعان علي ترك المجال أمام التحالفات العائلية في القري والبلدات باعتبار أن هذه الانتخابات ذات طابع خاص تغلب عليه الخدمات المتصلة بمصالح الناس مباشرة في مجلس القري والبلديات. وتجلي ذلك علي سبيل المثال في توافق حزب الكتائب برئاسة أمين الجميل(14 آذار) والتيار الوطني الحر بمناسبة ميشال عون علي أحد المرشحين في منطقة المتن لأسباب عائلية علي حساب أحد مرشحي التيار الوطني في المنطقة. لكن المسألة لا تتعلق برغبة الجمعين بل بفرض التحالفات بين العائلات من مختلف الطوائف والانتماءات السياسية في ربوع لبنان نفسها علي الصراعات السياسية بين قوي14 آذار و8 آذار, وقد أسفرت هذه التحالفات عن تزكية لوائح للفوز بنحو سبعة آلاف مقعد من بين إجمالي عدد المقاعد. وستجري الانتخابات علي أساس القانون الصادر عام1977 أي من دون خفض سن للاقتراع أو تحديد كوتا نسائية أو تقسيم دوائر حسبما ذهبت التعديلات والمقترحات ويقسم القانون الصادر عن1959 لبنان إلي ست محافظات هي: بيروت ولبنان الشمالي والبقاع وجبل لبنان والنبطية ولبنان الجنوبي, وأضيفت إليها عام1990 محافظتان هما عكر وبعلبك الهرمل. الانتخابات في العاصمة وقالت مصادر نيابية في تيار المستقبل ل الأهرام ان التيار قرر عدم التعامل مع هذه الانتخابات من منظور سياسي بسبب طابعها الخاص, كما قرر دعم ما يراه مناسبا من المرشحين سواء كانوا من قوي14 آذار أو من خارجها, ووجه التيار أنصاره إلي اختيار الاصلح وفق مصالحهم. وحول الانتخابات في بيروت التي تحمل طابعا سياسيا بوصفها العاصمة, أوضحت المصادر أن بيروت لها موقف خاص فالانتخابات فيها تفرز نوابا مسيحيين ومسلمين برغم الأغلبية العددية للمسلمين السنة فيها, لذا فبيروت هي رمز الوحدة الوطنية وهذه هي رسالتها دائما للعالم وللسياسيين في لبنان. وتتفق قوي الثامن من آذار في هذه المسألة مع قوي14 آذار وعزا قيادي سني ذلك بسبب عدم قبول بعض قوي8 آذار اقتراح العماد ميشال عون تقسيم بيروت إلي ثلاث دوائر انتخابية, لأن رسالة بيروت إلينا هي الوحدة فكيف نجيب الرسالة بتقسيمها؟! لكنه أعرب في نفس الوقت عن الاستياء من تباطؤ قوي14 آذار في مجلس الوزراء والنواب في إقرار التعديلات والاصلاحات السياسية التي تعهدت للناخبين بانجازها, وحشر القوي السياسية في الزاوية بفرض الأمر الواقع عليها وإجراء الانتخابات قائلا: إنها سابقة انتخابية علي هذا المستوي في العالم أن يتحدد موعد انتخابات قبل إجرائها بثلاثة أسابيع فيعاني الجميع من ضيق الوقت, لكنه شدد علي أن قوي8 آذار ستتوجه إلي الانتخابات إنما تحت الأمر الواقع. ومن المعروف أنه لم تجر انتخابات بلدية في بيروت سوي ثلاث مرات أعوام1952 و1998 و2004, حيث كان مجلس الوزراء( من52 1998) يعين كامل أعضاء مجلس البلدية. كما كانت بيروت خمس دوائر قبل أن تصبح دائرة واحدة من عام1977, وفي انتخابات2004 بلغ عدد الناخبين المسلمين نحو216 ألف صوت, والمسيحيين نحو172 ألف صوت, وبلغ عدد الفائزين من المسيحيين11 عضوا مقابل9 للسنه و3 للشيعة ودرزي واحد. لكن مشكلة المجلس التنفيذي للعاصمة والتي تستمر دون حل لاعتبارات سياسية طائفية هي أن مجلس بيروت هو المجلس الوحيد الذي يرأسه محافظ الإقليم( مسيحي أرثوذكسي) وليس عضوا من الأعضاء المنتخبين! التوازنات الانتخابية وحسب توازن القوي الحالي استنادا لنتائج الانتخابات الأخيرة فإن تيار المستقبل يتفوق في بيروت, والجماعة الإسلامية في إقليمالخروب وبعض البقاع, وتتشتت الكتلة المسيحية بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بزعامة الدكتور سمير جعجع فيما يتفوق الأخير في منطقة الشوف, والمعارضة للزعيم الدرزي وليد جنبلاط في الدامور, والمعارضة السنية للحريري في صيدا. أما علي صعيد الشارع السياسي الشيعي ففيما يتفوق حزب الله بزعامة السيد حسن نصرالله علي حركة أمل بزعامة الرئيس نبيه بري في الانتخابات النيابية, يتفوق الأخير في الانتخابات البلدية كونها مرتبطة بمصالح الناس المباشرة في البلديات والدوائر الحكومية التي يشغل كثير من المواقع فيها تيارات من أنصارحركة أمل. وبشكل عام فإن الغالب في هذه الانتخابات أنها تجري علي أساس عائلي وعشائري, فقد بدأت التربيطات والتحالفات بين عائلات تنتمي إلي طوائف ومذاهب مختلفة فيها ضمت عائلات من أنصار قوي14 آذار مع عائلات من أنصار قوي الثامن من آذار, واتفقت علي دعم مرشحين بعينهم في بلداتهم مسلمين سنة وشيعة ودروزا, ومسيحيين كاثوليك وارثوذكس وموارنة, وعربا وأرمن وكلدان وأشوريين وسريان, علي قاعدة المصلحة.. هكذا لبنان المصلحة هي عنوان حقيقي للوحدة الوطنية.. فليكن.