إن بناء الكون وتماسكه واتساعه وعظمة خلقة وتقنية صنعه وتحركه وكأنه كتلة واحدة بهذا الشكل المبدع في وجود قوانين الفيزياء التي تحافظ علي هذا التماسك المدهش بين نجومه وكواكبه ومجراته تمنعه من السقوط والإنهيار في غياب الأعمدة التي يمكن أن يعتمد عليها في بقائه دليل علي عظمة وقدرة الله سبحانه وتعالي في خلقه لهذا الكون البديع, قال تعالي:( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها) الرعد2. بل إن علماء الفلك يقولون إن المجرات تترتب في مجموعات محلية تضم العشرات, وهذه المجموعات المحلية تكون وحدات أكبر تسمي الحشود المجرية, وهذه تتجمع في وحدات أكبر تسمي المجموعات المحلية العظمي والتي تكون الحشود المجرية العظمي واكتشف العلماء منها ستة عشر حشدا مجريا أعظم في مسافة20 بليون سنة ضوئية, ثم حشود الحشود المجرية العظمي إلي نهاية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالي. والحشد المجري الأعظم الذي تنتسب إليه مجرة درب التبانة التي ننتسب إليها تضم مائة من هذه الحشود المجرية علي هيئة قرص يبلغ قطره مائة مليون من السنين الضوئية, وسمكه عشر ذلك وهي نفس النسبة بين طول قطر مجرتنا وسمكها وقد تم اكتشاف حشد مجري عظيم يبلغ طوله1.5 بليون سنة ضوئية ويبلغ أقصر بعد له مائتي مليون سنة ضوئية مع العلم بأن سرعة الضوء في الثانية تساوي ثلاثمائة الف كيلو متر. وكل هذه المسافات الشاسعة بين النجوم والكواكب والمجرات في السماء الدنيا تعني أن هذه المسافات صغيرة جدا في هذه السماء الدنيا إذا قدر حجمها وقارنت بينها وبين السموات السبع والعرش والكرسي واللوح المحفوظ والقلم وغيرها من أسرار الكون التي لا نعرف عنها شيئا في ملك الله الواسع. وإذا كان المقصود بالسماء هو كل شيء فوقنا ويعلونا فإنها تمتد من الغلاف الجوي للأرض إلي أقصي وأبعد نقطة فيها مجرة في هذا الكون الواسع والرحب مما يعني أن قوة الجاذبية بمختلف درجاتها من القوة النووية والقوة الكهربائية والقوة المغناطيسية وقوة الجاذبية من حيث الضعف والقوة قد تكون هي الأعمدة غير المنظورة والتي تمسك السماء بمكوناتها المختلفة والتي تشمل المجرات والحشود العظمي منها, من وقوعها علي الأرض مصداقا لقوله تعالي:( إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن مسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا) فاطر41. وهذا معناه أن الله سبحانه وتعالي نمسك السموات والأرض ويمنع زوالهما بقوة القوانين التي خلقها وأودعها في كونه وقد تكون هذه القوة علي شاكلة بوابات في الفضاء التي اكتشفها علماء الفلك بين الأرض والشمس, وزوال السموات والأرض يعي انهيار الكون ونهاية الحياة. مفكر إسلامي وأستاذ بطب الأزهر