ومن هنا نجد إن الربط بين خلق الكون وخلق الإنسان باعتبارهما مخلوقين من مادة واحدة ودليلا علي وحدة الخلق الذي يدلل علي وحدة الخالق سبحانه وتعالي فسعة الروح والصدر والنفس في الإنسان قد تجعله يتفوق علي سعة الكون بكل امتداداته لأنه من أجل الإنسان خلق الكون وكانت الحياة وبنهاية الإنسان تطوي صفحة الكون والحياةمع الحديث عن الكون الفسيح الواسع الذي لا ينتهي في كل أبعاده فكلما تمدد الكون زاد اتساعه ومعه تبتعد النجوم والكواكب والمجرات عن بعضها البعض بشكل هائل إلي أن يقع الكون في فراغ فيستهلك طاقته وينتهي عمره الافتراضي وإلي أن يحدث ذلك فهو دائم الاتساع والتمدد بلا نهاية مما يدل علي سعة الكون وقدرة وعظمة الخالق سبحانه وتعالي مصداقا لقوله تعالي:( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) الذاريات47. ومع مرور الوقت تظهر كائنات في الفضاء غير التي كانت معروفة من قبل حيث أشار باحثون فلكيون حديثا من جامعة سنترال لانكشير البريطانية الي اكتشاف مجموعة هائلة من أشباه النجوم تتكتل مع بعضها بأحجام ضخمة علي شكل كوكبة من الأجرام الفضائية يبلغ حجمها500 ميجابارسيك حيث يساوي الواحد ميجابارسيك3,3 مليون سنة ضوئية علما بأن سرعة الضوء تساوي300 ألف كيلو متر في الثانية, ويستغرق سفر هذه الكوكبة في الكون بسرعة أربعة مليارات سنة ضوئية وهذا الحجم أكبر1600 مرة من المسافة بين مجرة درب التبانة التي تضم المجموعة الشمسية وحتي أقرب مجرة لها. وهذا يؤكد مدي الاتساع الذي يمكن أن يصل اليه الكون بسرعة فائقة خاصة الجزء المنظور والمعروف لعلماء الفلك والذي لم يتعد5% من الكون أما الجزء المطمور والمجهول والذي يمثل95% من مساحة الكون لايعرف عنه أحد شيئا ومع تمدد الكون واتساعة سيصل إلي نقطة اللاعودة وبعدها يعود إلي نقطة الصفر فيحدث الانهيار الكوني بعد استيعاب كل مساحة الكون الغامضة. لقد أشار القرآن الكريم في كثير من آياته عن خلق الكون من العدم دون وجود مادة سابقة لهذا الخلق وقد دلل علي ذلك في الإشارة إلي كلمة بديع وهي من أسماء الله الحسني والتي تشير إلي خلق الكون من عدم دون سابق مادي له ولكن بقوله سبحانه وتعالي كن فيكون قال تعالي: بشديع السموات والأرض وإذا قضي أمرا فإنما يقول له كن فيكون). البقرة/117 ومن هنا نجد إن الربط بين خلق الكون وخلق الإنسان باعتبارهما مخلوقين من مادة واحدة ودليلا علي وحدة الخلق الذي يدلل علي وحدة الخالق سبحانه وتعالي فسعة الروح والصدر والنفس في الإنسان قد تجعله يتفوق علي سعة الكون بكل امتداداته لأنه من أجل الإنسان خلق الكون وكانت الحياة وبنهاية الإنسان تطوي صفحة الكون والحياة ولذلك لم يكن غريبا أن يكون هناك ربط بين حياة البشر القصيرة بحياة الكون المديدة والتي سوف تنتهي بانتهاء الحياة علي البسيطة, فلا وجود لكون بدون إنسان ولا وجود لإنسان بدون كون فكلاهما يكمل الآخر وكلاهما سبب أصيل في بقاء ونهاية الأخر وهذا سر من أسرار الله المكنون في خلق الكون والإنسان من مادة واحدة متجانسة ككتلة واحدة دون سابق قال تعالي:( وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون).( الانعام/73.