حالة من الحزن والأسي خيمت علي أهالي ضحايا بالوعة الصرف الصحي بقريتي ميت كنانة وعرب الرواشدة, حيث اتشحت النساء بالملابس السوداء وهممن بالصراخ والعويل وإهالة التراب فوق رؤوسهن الأهرام المسائي التقي أسرة الشقيقين محمد وعمرو صلاح اللذين راحا ضحية شهامتهما حيث كان الشرود يسيطر علي أقاربهما حزنا لفراقهما. المأساة بدأت عندما نزل اثنان من العاملين بمحطة الصرف الصحي بعرب الرواشدة إلي بالوعة علي عمق12 مترا دون أمان ولا أحد يعرف ما الذي تسبب في مصرعهما حتي الآن, هل هو اختناق أم شيء آخر سوف يظهره التحقيق ثم نزل العامل الثالث ليحاول انقاذهما فلقي مصرعه هو الآخر بينما أخذ عامل رابع يصرخ علي الأهالي الموجودين بحقولهم المجاورة, وكلما نزل أحد لإنقاذهم يسقط هو الآخر حتي وصل عدد الضحايا إلي9 اشخاص منهم3 أشقاء وشقيقان آخران ومصابان بإصابات خطيرة. بعبارات الحزن ونبرات الأسي تحدث والد الشقيقين صلاح محمد السيد, وقال إنه يحتسب ابنيه عند الله شهيدين وسيعوضه خيرا منهما معبرا عن استيائه وغضبه الشديدين من الاهمال الذي ضرب البلاد. وصمت الأب ثم خرجت الكلمات بطيئة من فمه وهو يتحدث عن فلذتي كبده, حيث قال إن ابنه عمرو كان يؤدي عمله فسمع صراخا وعويلا من الأهالي, ناحية البالوعة المشئومة فهرع إلي مكان الحادث ففوجئ بزميله يصارع الغرق أسفل البالوعة فنزل علي الفوز لإنقاذه فلقي مصرعه في الحال, موضحا أن زميلهما عابد أول من نزل إلي البالوعة لإصلاح الأعطال الموجودة بها وتطهيرها ثم تبعه نجله محمد بالنزول إلي البالوعة لإنقاذ شقيقه عمرو فلقي مصرعه مع شقيقه. وفي حزن عميق لم يستطع الحاج صلاح صد دموعه وأكمل كلامه بأنه فقد اثنين من فلذات كبده الأول محمد الصغير الذي يبلغ من العمر23 عاما ومرتبط بخطبة إحدي الفتيات ليتزوج هذا العام إلا أن القدر وإهمال المسئولين حرمهما من تكوين أسرة له, أما ابنه الأكبر عمرو30 عاما فمتزوج ولديه طفلان في عمر الزهور متسائلا من يعوضهما عن فراقهما لمصدر العطف والحنان. ويلتقط عطية محيسن عم الشقيقين طرف الحديث من شقيقه البائس مطالبا بتوقيع العقاب علي المسئولين عن المحطة المشئومة ومحطات الصرف الصحي ومياه الشرب بالقليوبية حتي لا تتكرر هذه المأساة, مشيرا إلي أنه يتعين علي محافظ القليوبية إلحاق أقارب الضحايا في أي وظائف حكومية للإنفاق علي أسرهم بعد فقدان ذويهم. اتجه الأهرام المسائي إلي منزل الحاج إسماعيل عياد بقرية عرب الرواشدة والد الضحايا الثلاثة إسلام وبهاء ويوسف وكان المنزل سرادق عزاء كبيرا لأهالي القرية وسط صراخ من الأب المكلوم الذي أجهش بالبكاء محملا المسئولين في المحطة ما حل بأبنائه الثلاثة الذين يعملون بأدوات بدائية, وعدم وجود التجهيزات اللازمة للغطس أو إغاثة العاملين من الغرق. وقال والد الضحايا إن والدتهم غائبة عن الوعي منذ سماعها للخبر الفاجعة. حيث ظلت ساعات طويلة في بكاء مستمر, محتضنة ابن نجلها بهاء الذي لم يتجاوز العامين من عمره. ووجه الأب اتهامه المباشر إلي مدير المحطة بالتسبب في إزهاق أرواح ابنائه الثلاثة لأنه كان علي علم بأن النزول للبالوعة يمثل خطورة كبري ويؤدي إلي وفاة العاملين. وطالب الحاج أحمد صلاح عمدة قرية ميت كنانة الدكتور عادل زايد محافظ القليوبية بدعوة الدكتور محمد علي بشر وزير التنمية المحلية والدكتور علي عبدالقوي وزير المرافق لزيارة قرية ميت كنانة والمحطة التي راح ضحيتها9 أشخاص أمس عقب إنقاذ زملائهما داخل بيارة بالمحطة. كما عرض عمدة القرية, خلال اجتماع أبناء القرية بالدكتور عادل زايد, محافظ القليوبية7 مطالب أهمها صرف تعويضات مناسبة لأسر شهداء محطة الصرف الصحي بميت كنانة وصرف معاش مناسب كأسر شهداء الثورة ووقف الصرف في مصرف القرية لحين الانتهاء من تغطية المصرف بالكامل حماية لأبناء القرية من الأمراض وتقديم جميع المسئولين عن الحادث إلي النيابة العامة.