لا تألو ايران جهدا لدعم جماعات تابعة لها في الدول العربية المجاورة لها فبعد دعمها لحزب الله في لبنان ليصبح طرفا أساسيا في اللعبة السياسية اللبنانية باتت جماعة( عصائب اهل الحق) المسلحة ذراع طهران في العراق لتأصيل النفوذ الإيراني المتنامي في عراق ما بعد أمريكا. وتصنف عصائب أهل الحق, كجماعة مسلحة مؤلفة من الصدريين السابقين الساخطين والذين ظلوا لوقت طويل تحت جناح الزعيم الشيعي مقتدي الصدر, دخلت بشكل تدريجي السياسة واستمدت الحركة منهجها ومبادئها من فكر المرجع الديني محمد محمد صادق الصدر الذي اغتاله حزب البعث العراقي عام1999, وينظر اليها اليوم علي انها لها ثقل يوازي نفوذ الصدر في العراق. وقد عاد في الآونة الاخيرة الكثير من ضباط العصائب من المنفي في إيران, طمعا في الحصول علي المناصب السياسية في العراق, وتقوي الجماعة نفوذها من خلال إنشاء برنامج للخدمات الاجتماعية للأرامل وتقديم المساعدات للأيتام, وإطلاق شبكة من المدارس الدينية, في تكرار لأساليب حزب الله اللبناني الشيعي. وقالت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية في صدر موقعها الالكتروني امس: إنه في أحد مكاتب المجموعة في حي الكاظمية ببغداد تستطيع ان تري صور الزعيم الاعلي الايراني آية الله علي خامنئي ومؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني, معلقة علي الجدران, جنبا إلي جنب مع تلك الشخصيات العراقية الدينية الشيعية وزعيم الجماعة قيس الخزعلي, والذي تم اعتقاله بعد توجيه الولاياتالمتحدة اتهامات له بسبب دوره المزعوم في توجيه غارة أسفرت عن مقتل خمسة أمريكيين. وللجماعة حليف قوي هو رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي والذي احتضن دخولها حيز السياسة كثقل مواز لنفوذ رجل الدين الشيعي مقتدي الصدر الذي أثبت أنه شريك لا يمكن الاعتماد عليه في الحكومة الائتلافية العراقية. وعلي الرغم من أن مساعدي المالكي ومسئولي عصائب أهل الحق ينفون وجود أي علاقة رسمية بينهم فهم يعترفون بوجود علاقات ودية للتوصل لاتفاق بشأن انتخابات مجلس المحافظات المقررة في أبريل المقبل, حيث تشير نيويورك تايمز الي ان المالكي يحتاج الي العديد من الجماعات الشيعية علي الساحة السياسية العراقية لتقسيم كتلة التيار الصدري الذي بات منافسا قويا له في الآونة الأخيرة.