بغداد : كشف قيادي في تنظيم "عصائب أهل الحق" ، التي أعلنت مسئوليتها عن اختطاف رهائن بريطانيين من مبنى وزارة المالية العراقي عام 2007 ، أن مباحثات قد بدأت مع الحكومة العراقية منذ نحو عام وتم تفعيلها في أعقاب انسحاب القوات الأمريكية من المدن، لصالح دعم الحكومة العراقية. والتنظيم هو مجموعة انشقت عن ميليشيا جيش المهدي الموالية للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر ، بعد قراره تجميد نشاطاته في 2007. ونقلت جريدة "الشرق الأوسط " عن سلام المالكي القيادي بالتنظيم "المفاوضات مع الحكومة العراقية قد بدأت منذ حوالي العام، وأن خطوة خروج القوات الأمريكية من المدن هي الخطوة الصائبة باتجاه النوايا لإثبات الصدق في تنفيذ الاتفاقية الأمنية المبرمة بين العراق والولايات المتحدة". وأضاف "الحكومة العراقية وعلى رأسها رئيس الوزراء نوري المالكي، قد رحب بإجراء حوار وتفاوض مع المجموعة، التي تعتبر أول مفاوضات في العراق تجري مع مقاومة مسلحة عراقية". وكان الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، أعلن في مؤتمر صحافي مشترك مع أحد قادة التنظيم ترحيب "الحكومة العراقية بإعلان عصائب أهل الحق، بدعم العملية السياسية ونبذ العنف ودعم جهود الوحدة الوطنية". وأضاف "تم الاتفاق على حل المشكلات العالقة خصوصا ملف المعتقلين ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء العراقيين، وليس عليهم أي أدلة جنائية". وحول طبيعة الاتفاق مع الحكومة، قال المالكي، إن "مسالة المعتقلين لهذه المجموعة وجميع الأبرياء من المعتقلين كانت ضمن أولويات المباحثات، وقد تم إطلاق سراح ما يقرب من 600 شخص لحد الآن، وبقي 100 آخرون لدى القوات الأمريكية في الوقت نفسه الذي تعهدت فيه العصائب بهدنة لفترة يتم فيها اختبار النوايا من الطرفين"، مؤكدا "دعم العصائب للعملية السياسية في البلاد دون المحتل". وحول ما قيل من أن العصائب وراء اختطاف البريطانيين الخمسة، وعن علاقة القضية بالمفاوضات مع الحكومة، قال المالكي، "لم يتم الطرق لهذا الموضوع، وربما يكون للأمر حوار خاص مع جهات معينة، لكن مباحثاتنا لم تتطرق إلى هذه المواضيع". وكانت الجماعة أعلنت في مارس/آذار أنها على استعداد لإطلاق سراح البريطانيين الخمسة، الذين اختطفوا في 2007، لقاء إطلاق سراح عشرة من قادتهم المحتجزين في السجون الأمريكية. وأطلقت الحكومة العراقية سراح قياديين كبار في المجموعة، من بينهم عبد الهادي الدراجي، مسؤول الإعلام السابق للتيار الصدري، وحاليا قيادي في "عصائب أهل الحق"، كما أطلق سراح ليث الخزعلي، شقيق زعيم التنظيم قيس الخزعلي، الذي ما زال محتجزا لدى القوات الأمريكية. ومنذ إطلاق سراح المعتقلين، ظهر أن أربعة من البريطانيين الخمسة قتلوا في يونيو/حزيران الماضي، وسلمت جثتين إلى السلطات البريطانية في العراق، وتم التعرف إليهما.