قالت الصحيفة إن جماعة "عصائب أهل الحق" الشيعية التى كانت مسئولة عن أغلب الهجمات ضد القوات الأمريكية فى السنوات الأخيرة من حرب العراق تعيد اختراع نفسها كتنظيم سياسى بكريقة يمكن أن تعزز نفوذ إيران فى عراق ما بعد أمريكا، وربما أكثر من ذلك. وتوضح الصحيفة أنه فى الأشهر الأخيرة قامت جماعة عصائب أهل الحق بتوسيع وجودها بشكل سريع فى كافة أنحاء العراق، وتقرع القبول لدور قالت تلك الجماعة التى كانت تعمل فى الظل من قبل إنها لعبته لإجبار القوات الأمريكية على الرحيل. وتابعت الصحيفة قائلة إن كبار ضباط تلك الجماعة قد عادوا من منفاهم فى إيران، وخططوا لفتح سلسلة من المكاتب السياسية وتأسيس برنامج خدمات اجتماعية لمساعدة الأرامل والأيتام وإطلاق شبكة من المدارس الدينية، ومحاكاة أساليب وهياكل حلفائهم المقربين فى حزب الله الشيعى فى لبنان. وفى أحد مكاتب تلك الجماعة بإحدى ضواحى بغداد، تُعلق صور المرشد الأعلى للثورة الإسلامية فى إيران آية الله على خامنئى، وسابقه أية الله الخومينى على الحائط، إلى جانب الشخصيات الدينية الشيعية فى العراق، وقائد الجماعة قيس الخزعلى. ويعد الخزعلى واحدا من بين الذين انتقلوا من إيران التى كانت ملجأ له منذ عام 2010 بعد أن قضى 3 أعوام رهن الاحتجاز الأمريكى بسبب دوره المزعوم فى توجيه غارة أدت على مقتل خمسة أمريكيين. ويقول الشيخ ميثاق الحميرى، المسئول عن المكتب، إن الهدف المباشر هو ترسيخ جماعة عصائب أهل الحق بعد سنوات من السرية التى كانت تقتضيها الحرب ضد الأمريكيين. ويضيف قائلا إن جماعة عصائب أهل الحق تأسست كحركة مقاومة إسلامية لمحاربة الاحتلال الأمريكى، لكن هذه المرحلة انتهت، والآن دخلنا مرحلة جديدة ألا وهى جعل الناس على معرفة بعصائب أهل الحق. وتلفت واشنطن بوست إلى وجود تحالف قوى لتلك الجماعة مع رئس الوزراء العراقى الشيعى نورى المالكى والذى أيد دخولها إلى السياسة كجماعة تحدث توازنا مع نفوذ جماعة مقتدى الصدر. وعلى الرغم من أن مساعدى المالكى ينكرون أى علاقة رسمية، إلا أن هم يعترفون بعلاقات ودية ولا يستبعدون احتمال أن يتم إبرام اتفاق انتخابى بينهما. ويقول غيث التميميى، وهو قيادى شيعى لديه روابط وثيقة بكلا الجانبين، ويترأس مركز إعادة التقارب الدينى فى بغداد الذى يدعمه المالكى، إنه لا يوجد تحالف معلن بين الأخير وعصائب أهل الحق، إلا أنه أشار إلى عدم وجود خطأ لو حدث هذا التحالف متوقعا إتمامه. وأشار إلى أن المالكى فى حاجة إلى شخصيات شيعية للانفصال عن الصدريين.