لايزال الصراع الداخلي في إسرائيل يحتدم سياسيا تجاه أبعاد ومعالم الحكومة الجديدة التي أعيد تكليف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتشكيلها بعد فوزه في انتخابات الكنيست ال)19) في يناير الماضي. ويتمثل الصراع السياسي بين أحزاب منقسمة علي فكرة قيام الدولة الفلسطينية, كما يتمثل في الوسط والرافضين من اليمين الديني المتعصب, وهذا من شأنه أن يصعب من مهمة نتنياهو في تشكيل حكومة ائتلافية موسعة تشمل العديد من الأحزاب وليس علي غرار الحكومة السابقه التي كانت تميل الي اليمين المتطرف. وفي غضون ذلك, ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في عددها الصادر أمس أن جهود بنيامين نتنياهو لتشكيل الحكومة جديدة يعقدها التحالف غير المحتمل أن يكتمل بين حزبين لهما آراء متعارضة بشأن الفلسطينيين, مما يتسبب في صداع سياسي بالنسبة للزعيم الإسرائيلي الذي أعيد انتخابه مؤخرا قبيل زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة الشهر المقبل. وفي سياق تقرير بثته أمس علي موقعها الإلكتروني قالت: إن حزب يش عتيد الذي يمثل يسار الوسط يدعم إقامة دولة فلسطينية, بينما يؤيد حزب البيت اليهودي الديني اليميني ضم إسرائيل لمعظم الأرض التي يطالب الفلسطينيون بحقهم فيها. وأضافت الصحيفة أنه ومع ذلك فإن الحزبين يجدان قضية مشتركة في مطلبهما المشترك الخاص بأن يلتزم نتنياهو بإلغاء الإعفاءات لليهود المتشددين من الخدمة بالجيش. وأشارت إلي أن انتخابات إسرائيل في22 من شهر يناير الماضي أضعفت نتنياهو وتركته بدون طريق واضح باتجاه تشكيل ائتلاف- إما محدود من الأحزاب الدينية التي تميل إلي اليمين كما كان الوضع في حكومته السابقة أو ائتلاف أوسع يمثل الأحزاب التي تميل إلي الوسط واليسار. ورأت الصحيفة أن ما يصعب مهمته هو قادة الأحزاب المبتدئين يائير لابيد زعيم حزب يش عتيد ونفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي المتحمسين بفعل الحملات الانتخابية الناجحة. وأوضحت أن المهلة أمام نتنياهو لتشكيل ائتلاف لا تبعد سوي أيام عن الوصول المقرر لأوباما في العشرين من شهر مارس. ونوهت الصحيفة إلي أنه مع انقضاء ثلث ذلك الوقت, لم ينجح نتنياهو في التوصل لاتفاق مع أي من الأطراف فضلا علي مرور المفاوضات الرسمية بحالة توقف تام بالنسبة للوقت الحالي.