رغم كونه ضريرا إلا أن العلم والتكنولوجيا كانا دائما موضع اهتمامه فقرر أن يتحدي ظروفه وأن يقهر الظلام ووجد ضالته في تكنولوجيا الحاسب الآلي ومن خلالها شاهد العالم أكثر رحابة واتساعا وضياء وعندما بدأ مصطفي حياته كطفل يهوي اللعب بالالكترونيات ومحاولة اصلاحها وعندما بلغ سن الخامسة عشرة طلب من والده أن يبتاع له جهاز العاب الفيديو جيم اتاري مثل باقي اقرانه الذي تعجب في بادئ الأمر لذلك وعند حصوله عليه استطاع أن يجتاز به بعض الالعاب مثل لعبة النينجا وسط دهشة جميع من حوله فكان يحاول أن يصل بخياله إلي شكل الألعاب ويحاول التعامل معها وفي تلك الأونة كانت أجهزة الحاسب الآلي تغزو عقول الشباب فعلم أن تلك الاجهزة ناطقة بالعربية وذهب الي مكتبة الاسكندرية عقب افتتاحها ووجد هناك أجهزة للمكفوفين يمكنهم من خلالها تصفح شبكة المعلومات الدولية عن طريق برنامج ناطق فطلب ضمه إلي الدورات الخاصة بتعليم الحاسب الآلي وتصفح شبكة المعلومات الدولية. من هنا بدأ مشوار مصطفي مع الحاسب حيث ذهب إلي أحد المركز لتدريبه علي الحاسب الآلي فعلم أن هناك مسابقة سوف تقام عن طريق احد برامج الابصار الذي انتجته احدي الشركات العالمية فتقدم لها واستطاع أن يجتاز الاختبار التمهيدي وحصل بها علي المركز الرابع عشر وحصل من خلال تلك المسابقة علي منحة مالية من وزارة الاتصالات ثم حصل بعدها علي منحة اخري من اتحاد الاذاعة والتليفزيون وهي جهاز حاسب آلي. واستطاع مصطفي بحاسبه الشخصي وعن طريق برنامج الابصار الدخول إلي شبكة المعلومات الدولية ومتابعة مايجري بها إلا أن طموحة لم ينته إلي هذا الحد فعلم أن هناك دورات تعليمية في مجال الحاسب تجري بأحد المساجد بالقرب من مسكنه فذهب إلي هناك ليتعلم الصيانة مثل باقي اقرانه فوجد علامات التعجب والاستغراب علي وجه المدرس نظرا لأنه كفيف فكيف له أن يتعامل مع الحاسبات الآلية التي تعتمد علي الرؤية فاعلمه مصطفي أن هناك برنامجا خاصا بالمكفوفين يمكنهم من خلاله التعامل مع الحاسب الآلي اعتمد مصطفي في طريقة تثبيت نظام التشغيل ويندوز علي حاسة السمع فعند البدء في تنزيل نظام التشغيل تصدر أصوات معينة من وحدة تشغيل الاقراص المدمجة وهي تدل علي أن الحاسب يقوم بإنزال النظام وبحساب تلك الفترة يمكنه تثبيت نظام النوافذ علي حاسبه بمفرده وهكذا أثبت مصطفي أن إعاقته لم تمنعه من أن يتفوق علي الاصحاء موجها بذلك رسالة للجميع خلاصتها أنه لايأس مع الحياة.