يعقد اليوم الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة اجتماعا موسعا مع مجموعة من الشركات المتعددة الجنسيات المتخصصة في صناعة الدواء لحسم ومناقشة قرار الجبلي الأخير بتخفيض أسعار93 مستحضرا دوائيا. وكانت الشركات العالمية قد أيدت اعتراضها علي القرار بسبب عدم أخذ رأيها فيه, مما أدي إلي تهديد بعضها باللجوء للقضاء ضد قرار وزير الصحة في ظل تأكيدات الدكتور حاتم الجبلي بعدم تراجعه عن القرار وأن الوزارة لها الحرية في اتخاذ مثل هذه القرارات وليس من حق شركات الأدوية التدخل فيه. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الجبلي دخول65 مصنعا للأدوية حيز التنفيذ لتصل الاستثمارات في تصنيع الأدوية إلي5.5 مليار جنيه خلال السنوات الأربع الماضية. وأشار إلي أنه تتم حاليا دراسة مطالب بعض مصانع الدواء المصرية بإعادة النظر في أسعار أدويتها الجديدة عند التسجيل بعد تطبيق قواعد الجودة العالمية نظرا للتكاليف الباهظة لإنتاج الدواء. وشدد علي أن وزارة الصحة همها الأول هو مصلحة المواطن المصري والعمل علي توفير الدواء بسعر مناسب, مشددا علي أن الوزارة لن تسمح بارتفاع أسعار الدواء مما يضر بمحدودي الدخل. من جانبه قال الدكتور عاصم العقباوي رئيس إحدي مجموعات الشركات العالمية في اتصال هاتفي مع الأهرام المسائي من انجلترا إنه لن يحضر الاجتماع نظرا لظروف سفره وأن الدكتور عمرو موسي سوف ينوب عنه, مشيرا إلي أن مطلب المجموعة الوحيد هو مشاركة الوزارة لشركات الأدوية قبل اتخاذ القرار ومناقشته. وأشار إلي أن الوزارة لها الحق في أن تفعل ما تشاء, ولكن من حقنا أن نعرف أسباب تخفيض أو زيادة أسعار أي مستحضر مبديا اندهاشه من قرار وزير الصحة الأخير دون مناقشته مع شركات الأدوية. وأوضح أن أي مستحضر تقوم الوزارة بتسجيله بالمشاركة مع شركات الأدوية, مطالبا بأن يخرج الاجتماع بنتائج ايجابية لجميع الأطراف. ومن جانبه أكد الدكتور مجدي حسن رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات أن شركات القطاع العام تقوم حاليا بالعمل علي توفير بدائل جميع الأدوية التي هي خارج حقوق الملكية الفكرية لتوفيره للمواطنين بسعر مخفض. وشدد علي أن وزير الصحة لن يتراجع عن موقفه وأن كل ما يحدث في الموضوع لن يقدم ولا يؤخر نظرا لاتخاذ القرار. وعلم مندوب الأهرام المسائي أن وزارة الصحة تعكف الآن علي إعداد قائمة أخري غير ال93 مستحضرا التي تم خفض أسعارها لاضافتها إلي الأدوية التي سيتم تخفيض أسعارها طبقا للأسعار العالمية والبلاد المجاورة مما يهدد بوقوع صدام وشيك بين وزارة الصحة وشركات الأدوية خاصة العالمية. وكانت الأزمة قد تفجرت بين وزارة الصحة وشركات الأدوية بعد قرار الجبلي بتخفيض أسعار93 مستحضرا, وقام وزير الصحة بعقد اجتماع سابق مع شركات الأدوية المحلية وغرفة صناعة الدواء لمناقشة الموضوع ولم يتم التوصل إلي حل.