علي اختلاف ثقافاتهم وأعمارهم وتخصصاتهم بفرصة عمل في الخارج بعدما تضاءلت أمامهم فرص العمل في الداخل, يحلمون بالهجرة إلي وطن آخر يقدر إمكاناتهم وإخلاصهم ومواهبهم بعد انسداد آفاق الأمل أمامهم بفعل فاعل. يغامر الشباب بحياتهم ويعبرون الموت في قوارب بحثا عن وطن بديل في القارة العجوز(أوروبا). يدفن شباب آخرون زهرة عمرهم في سبيل الحصول علي البترودلار في الخليج. يهج نفر آخر إلي المنافي الاختيارية في استراليا وكندا وأمريكا سعيا وراء الحلم. الحلم الذي تقلص في بلدهم الأم.. التي صارت تأكل أولادها وتقسو عليهم في طوابير لانهاية لها للحصول علي رغيف خبز أو أنبوبة بوتجاز أو سرير في مستشفي مجاني أو تختة ديسك في مدرسة حكومية أو وظيفة ميري أو مقعد في أتوبيس مزدحم يئن من كثرة ركابه المحشورين علي سلالمه. يبحثون عن الدفء خارج الحدود بعد أن ضاق بهم وطنهم. هذا الوطن الذي تخلي عن أبنائه وتركهم يتسولون الحياة من مستعمريهم السابقين ومن أعدائهم المتربصين, ومن أشقائهم الأثرياء المتخمين بالثروة. الوطن الذي لم يعد يوفر فرصا للتعليم الحقيقي ولا العلاج الفعال ولا العمل بكرامة في مؤسساته, ورفع مظلته عن أبنائه وتركهم لحالهم.. كل يتصرف في حياته بطريقته, كل يدبر مصروفاته بسبل مشروعة أو غير مشروعة.. بينما في الوطن متسع للجميع. ورغم تطلعنا جميعا إلي خارج الحدود, وحلمنا بالسفر لتغيير واقعنا البائس وللمفارقة الكبيرة يتطلع كثيرون من كل الدول للعمل والإقامة في مصرالتي تمثل للأجانب كنزا للاستثمار الآمن والإقامة المستقرة والسياحة الثرية والمتنوعة مصر بلا أي مبالغة قبلة للعرب والأجانب يستريحون للإقامة بها ويرونها عروسا متألقة مصر حلم للغرباء والأشقاء علي حد سواء, واحة للراحة والاسترخاء والربح.. رجال أعمال وباحثين عن متعة السفر ودبلوماسيين ومدرسين, من الشرق والغرب, من الشمال والجنوب. مصر التي لا نعرفها نحن بعيدا عن الروتين والمحسوبية والرشوة والفساد مصر المحروسة بإذن الله. مصر التي لم تعد للمصريين, الطاردة لأبناءها, المرحبة بكل غريب. متي تحتضن أبنائها المغتربين, وكيف تحمي أبنائها المخلصين المتمسكين بالعيش والموت علي ترابها؟ متي تصبح حلما للمصريين؟ الحلم المصري [email protected] رابط دائم :