قتلوا أولادي الأربعة اين ابني صديق لماذا تأخر في الحقل أرجو منك يا احمد أن تذهب لتري ما الذي جعل شقيقك يتأخر.. حاضر يا أمي سأذهب له الحقل وأجلبه معي ربنا معاكم يا ولدي قلبي بدأ دقاته تزيد ولا أعلم ماذا جري لكل من صديق ووأحمد الم يذهب يا عبد المنعم شقيقك أحمد للحقل ليحضر اخيه ولم يأت منذ ساعات ؟ اذهب أنت يا عبد المنعم واحضرهما بسرعه فقلبي يكاد ينخلع من مكانه فلا ادري أن يكون أصابهما مكروه لا قدر الله هكذا بدأت الام فتحية علي سيد70 سنة حديثها الينا وهي تتنهد أنفاس تحرق من يشعر بها من شدة النيران التي من صدرها حزنا علي ابنائها الثلاثة الذين ذهبوا للحقل ورجعوا لها اشلاءا بعد أن قطعوا علي ايدي جيرانهم في الارض الزراعية وما جدد احزانها هو ما لم يتوقعه احد حيث لحق بهم نجلها الرابع منذ ايام علي نفس ايدي قتلة اولادها الثلاثة وتعود احداث تلك القصة الي السطور الآتية: كان لقرية بني حدير موعد مع الاحزان فمنذ مقتل3 أشقاء في نوفمبر من عام1993 وقيدت ضد مجهول بعد أن عقدت جلسة الصلح التي عقدت في4 يناير عام98 بين عائلتي لمعي التي قتل ابنائها ابناء عائلة الحناضلية الثلاثة و قبول كبار العائلة الثانية للكفن والفدية المقدمتين من الطرف الاول ولن تطالب عائلة الحناضلية بالثأر وحرر عنها المحضر رقم6169 وألقت الشرطة القبض علي محمد إبراهيم عواد وآخرين من عائلة لمعي وتم تقديمهم جميعا الي المحاكمة, ومنذ ايام قليلة بعد سنوات عادت فيها القرية للهدوء والود بين العائلتين عاد مسلسل الثأر مرة اخري بينهما حيث شهدت القرية مقتل سيد محمد ابراهيم عواد نجل المتهم وإصابة إبنة شقيقه من عائلة( لمعي) ولم يمر اكثر من يومين علي الحادث إلا وقامت عائلة لمعي بإطلاق النيران علي محمد شاكر السيسي من عائلة الحناضلية ظنا منهم أنه هو من قتل سيد محمد ابراهيم اخذا بالثأر لمقتل اشقائه الثلاثة مما أثار حفيظة اهالي القرية لوصول عدد القتلي من عائلة الحناضلية الي4 خاصة والمجني عليه الأخير تربطه علاقات طيبة بالجميع وبعد تأكد اهالي القرية أنه قتل ظلما وبهتانا بعد معرفة الجاني الحقيقي فقاموا بإشعال النيران في منازل عائلة لمعي وطردهم من القرية. وعاودت الام المكلومة الحديث وهي قعيدة علي فراش المرض والدموع تنهار من عينيها وتضرب بكلتا يديها علي قلبها ووجهها وهي تنادي علي ابنها محمد القتيل الاخير تقول ان والدهم توفي وهم صغار وعملت في الحقول لاربيهم الي ان اصبحوا رجالا كبارا وبدأت الحكاية عندما تنازعنا مع عائلة لمعي علي شراء قطعة ارض بينهم وبيننا وفي ذات ليلة اصرا ابنائي علي ري الارض مساءا فطلبت منهم عدم الذهاب للحقل وهناك نزاع مع الجيران فلم يسمعوا كلامي وذهب صديق واحمد ولما تاخرا ذهب اليهما عبد المنعم ولم يعد ايضا فاعتقدنا ان الري ليلا ياخذ كل ذلك الوقت الي ان نمنا وفي الصباح الباكر قلبي حرقني جدا واخذت الافطار وذهبت للحقل لاطمنئن عليهم فاذا بابني صديق جثة هامدة والتفت عن يمينه فوجدت احمد ايضا جثة هامدة ولم يتبقي غير عبد المنعم فصرخت باعلي صوت عليه وبحث عنه فوجدته هو الاخر مقتولا علي بعد امتار من اخوته جن جنوني واغشي علي ولم افق الا في المستشفي وتواصل الام قائلة احمد كان لسة عريس جديد ومراته كانت حامل في7 اشهر ولقي مصرعة قبل ان يري ثمرة زواجة وبعد اسابيع قليلة وضعت زوجته طفلا فاطلقنا عليه احمد ليحمل اسم ابيه وتواصل الام المكلومة قائلة عرضوا علينا الصلح ولاننا من عائلة فقيرة لا حول لنا ولا قوة الا بالله فقبلنا الصلح وعشنا معهم في تبات ونبات وكان شيئا لم يكن طيلة19 عاما ورغم وسوسة الناس في اذن ابنائي محمد وعويس الا اننا رفضنا الاخذ بالتاروفوضنا امرنا الي الله. وتقول الام ابني الرابع الذي لقي مصرعه أخيرا كان تقيا وورعا ومحبوبا من الجميع وانه ادي فريضة الحج اكثر من3 مرات وعرض علي الحج اكثر من مرة لكن صحتي لم تساعدني فادي عني فريضة الحج مرتين وادي لي العمرة مرتين وفي هذا العام كان عائدا لتوة من اداء فريضة الحج وكان عائدا بهدايا لجميع الاقارب والجيران بل ومن المفاجاة انه اهدي اهالي عائلة لمعي هدايا( سجادات وسبح ومسك) وبعد فترة قتل نجلهم الذي كان علي خلاف مع مواطنين في شرق النيل ولانهم يعلمون بقصة مقتل اولادي فتيقنوا ان التهمة ستلصق بنا وبالفعل كان وفي المحضر رفضوا اتهام محمد فعلمنا ان النية مبيته لقتل احد ابنائي. وفي يوم الحادث قلت لمحمد احضر لك الافطار فقال لي اني صائم وذهب الي الحقل مصطحبا ابن اخيه احمد( احمد) والذي توفي والده وهو في بطن امه وبعد اذان الظهر توضأ محمد للصلاة ففاجأوة بطلقة في ظهره فاصابه بالعجز عن الهرب وانهالوا عليه بالضرب حتي مات وحاولوا الفتك باحمد الطفل الذي لم يتجاوز18 سنة لكنه هرب في الزراعات. وتقول الام عندما سمعت اطلاق الرصاص شعرت بان محمد مات وحاولت الذهاب الي الحقل لاراه للمرة الاخيرة في حياتي لكن شباب القرية واهلها رفضوا رؤيتي له. وأضافت حمدية عبد الفتاح35 سنة أرملة القتيلين الشقيقين احمد ومحمد بعد مقتل احمد كنت حاملة في الشهر السابع وكان محمد عاقدا قرانه علي احدي فتيات القري المجاورة لقريتنا وبعد ان وضعت احمد اصر علي الانفصال من خطيبته ليتزوجني وليربي احمد الصغير وحتي لا يكون تحت رحمة زوج لامه غريب يضطهده وبالفعل تزوجنا وكان يعاملني كزوجة وأبنه واخت وكان يراعي الله في وفي احمد وانجبنا3 ابناء اكبرهم عبد الله في الصف الرابع الابتدائي وفاطمة في الصف الاول وصديق4 سنوات ولكن كان يعتبر احمد ابنه الحقيقي وكان لا يرفض له طلب يطلبه وفي صباح الحادث طلبت منه ان احضر له الافطار او كوب لبن فاخبرني انه صائم وكان يخشي ان اصوم فتعلم والدته وتصر علي الصوم وهي غير قادرة وتقول حمدية محمد كان هادي الطبع وكان باين عليه انه ابن موت. ويقول احمد من ابناء القرية ان عائلة لمعي بعد ان فعلوا فعلتهم قاموا بجمع اولادهم وزوجاتهم وفروا خارج القرية الي شرق النيل وهم يمثلون خطورة علي اهل القرية خاصة بعد اذان المغرب فلا احد يستطيع ممن لهم اراض في الجزيرة او شرق النيل الذهاب الي ارضه مساء اما في وضح النهار فلا مانع خشية ان يعتقد الاخرون انه قادم للاخذ بالثارويقول شاهد عيان رفض ذكر اسمه من ابناء القرية بعد ماحدث من ظلم لعائلة الحناضلة ذهبنا الي حقول الجناة واحرقناها وعدنا الي منازلهم التي خوت علي عروشها واخذنا ما بها من اثاث وخلافة واحرقناة ولم نحرق المنازل لان منازلنا مجاورة لها.وطالبت سعدية صديق ابنة القتيل الاول بضم ملف قضية مقتل عمها محمد الي قضية مقتل والدها واعمامها عام93 ويقول محمود محمد احد ابناء القرية ان مغادرة الجناة آل لمعي للقرية كان سببا في شفاء غليل الكثير من ابناء القرية حقنا للدماء خاصة ان القرية لم تشهد مثل هذه الحوادث من قبل.ويقول اخر رفض ذكر اسمه ان محمد قتل بطريقة بشعة وتم التمثيل بجثته واكد ان الجناة اطلقوا اكثر من50 طلقة علي راسه فقط حتي انها تبعثرت بالكامل وكان ذلك ادعي بان لا نجعل والدته تراه وكان بعض الاهالي علي مقربة من الجناة الذين توعدوهم بعدم الاقتراب منهم والا لقوا حتفهم مثله.