ما أصعب ان تجد بلادك تحترق, ووطنك يتمزق, وحقوقك تنتهك, وما بين الحرائق المشتعلة, والنيران المستعرة, تاهت الحقيقة, وغابت الحكمة, ولم يتبق من المشهد إلا ركام المؤامرات, ومخلفات المزايدات في وطن يقترب من السقوط, ويقف علي تخوم هاوية, نارها حامية, ليست لها من دون الله كاشفة سوف يلحظ المتابع شررها, ويرصد المراقب خطرها, ففي اليومين الماضيين فقط كانت النذر اشد والسنة اللهب اخطر, بالأمس تلقي الاقتصاد المصري ضربة جديدة, ولطمة شديدة بصدور قرار مؤسسة موديز انفستورز سرفيس الدولية التي خفضت تصنيف سندات الحكومة المصرية درجة واحدة منB2 إليB3 وقال انها ربما تخفض التصنيف مجددا, وارجعت خفض التصنيف إلي عدم الاستقرار السياسي وتصاعد الاضطرابات وهو ما يعني تراجع قدرة مصر علي طرح سندات حكومية في السوق الدولية, وعزوف المستثمرين الدوليين علي شراء هذه السندات. هذا التصنيف سبقه بساعات فقط تصنيف اخر لا يقل خطورة اصدرته شبكة بلومبرج الاخبارية الاقتصادية العالمية ووضعت الجنيه المصري في قائمة اسوأعملة في العالم بل المؤسف انه حل ثالثا بعد عملة دولة مالاوي الافريقية, وذلك بعد تراجعه بنسبة5.3% خلال شهر فقط, كما رشحته الشبكة لمزيد من الانخفاض خلال الشهور المقبلة إلي9% بينما سبق ذلك التصنيف بساعات ايضا قرار عدد من البنوك الأوروبية طرح فروعها بمصر للبيع هروبا من تدهور الاحوال الأمنية وعدم الاستقرار يضاف إلي ذلك ما اعلنه البنك المركزي قبل ايام عن تراجع الاحتياطي النقدي إلي13.6 مليار دولار, وكذا ارتفاع حجم التضخم إلي5.6% وخذ عندك عشرات المؤشرات السلبية الأخري التي تجسد حجم الحريق الهائل الذي شب في الاقتصاد المصري وينذر بسقوطه لاقدر الله بينما انشغل الساسة وصعاليك السياسة ومراهقوها بالمهاترات والمزايدات الرخيصة. نعم الجميع الآن يرقص علي ازيز النيران, يومئذ لن يفر الاخوان, ولن يهرب السلطان من حكم التاريخ الذي لن يرحم احدا, ويخطئ اصحاب الكراسي ودعاة المناصب وعبدة الاموال ان الثورة التي قامت من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية, واسقاط الاستبداد يمكن ان تمون برصاص القهر والارهاب, أو تندثر تحت اقدام البطش والاستبداد, أو تندحر بسواعد السحل والاستعباد. رابط دائم :