اشتهر ميشيل الجواهرجي بطيبته وحسن معاملته لزبائنه الذين يعرف أنهم السبب فيما حققه من أرباح طيلة حياته من عمله في المهمة التي ورثها عن أجداده ولإيمانه بتواصل الأجيال, أخذ علي عاتقه تعليم بعض الشباب من أبناء منطقته صنعة الصاغة وخباياها تمهيدا لحمل العبء عن كاهله. وضع ميشيل ثقته في تلميذيه الصائغين مايكل26 سنة و مينا30 سنة اللذين احتضنهما في رعايته و علمهما أصول الصنعة, حتي أصبح يعتمد عليهما. اعتاد الصائغان علي الجلوس علي أحد المقاهي بمنطقتهما بالوراق بالجيزة والحكي عن محاسن ميشيل الجواهرجي لصديقهما محمد عبد المنعم وعن معاملته لهما كأبنائه وكيف أنه يأتمنهما علي مجوهرات تقدر بالملايين. وسوس الشيطان لمحمد عبد المنعم في أذنيه لاستغلال علاقته بالصائغين وإقناعهما بعمل صفقة العمر من وراء ميشيل, فحكي لصديقه فرحات محمود40 سنة والذي لديه باع في عالم الإجرام ما وراء الصائغين من ثروة وأسلوب استمالتهما لما يريدان تحقيقه. هاتف محمد عبد المنعم الصائغين مايكل ومينا وطلب منهما أن يضيفهما علي كوب شاي بمقهاهم المعتادة في الوقت الذي اتفق مع صديقه الشقي فرحات علي حضور الجلسة. بدأ محمد عبد المنعم وفرحات في اللعب بعقل الصائغين وضرورة تحقيق مكسب من ميشيل وأنهما سيظلان طوال عمرهما صائغين دون رأس مال يفتح لهما طريق الغني والسعادة. لاقي حديث الشيطانين قبولا في عقل الصائغين اللذين سلما نفسيهما لهما كي يرشداهما علي طريقة تحقيق الثروة. أوعز الشيطانان للصائغين بافتعال واقعة تعرضهما لسوط مسلح أثناء ذهابهما لقضاء إحدي المهمات الخاصة التي يكلفهما بها ميشيل وهو ما تحقق فبعد أن حمل الجواهرجي العجوز لتلميذيه الصائغين أمانة27 كيلو جرام من الذهب للتوجه بهما إلي مصلحة الدمغة ببني سويف لدمغ كيلوهات الذهب, لكبر سنه وضعف جسده علي تحمل مشقة السفر, عاد إليه الصائغان بخفي حنين وأخبراه بأنهما تعرضا لسطو مسلح بطريق الكريمات بمنطقة أطفيح واستيلاء اللصوص علي ما يحملانه من المجوهرات أمن ميشيل الجواهرجي بما قصه عليه صائغاه وسلم بالقدر وقام بتحرير محضر بما تعرض له غير مدرك أن ما وقع به هو مخطط سقط فيه ممن له أياد بيضاء عليهما وأنهما اختلقا الواقعة بينما قاما بتسليم المجوهرات لشريكيهما. أصبح4 شركاء يمتلكون ثروة طائلة, واقترح الصائغان تقسيم الثروة بينهم غير أن فرحات أحاطهما علما بضرورة تصريف المجوهرات لدي أحد الصاغة الذينن يأتمنونه, لأن بيعها بحالها يجعلها تحت دائرة الاشتباه, خاصة أن الجواهرجي العجوز حرر محضرا ونشر أوصاف المسرقات. قدح الأربعة زناد فكرهم حتي اهتدي محمد عبد المنعم لزوج شقيقته مصطفي محمد27 سنة عاطل مقيم بالوراق والذي يرتبط بعلاقة قوية بجاريه الصائغين هاني ورزق وشقيقه روماني35 سنة الذي يمتلك محل مجوهرات بمنطقة الجمالية بالقاهرة. استدعي محمد عبد المنعم زوج شقيقته وأخبره بما تحت يديه من ثروة طائلة ومخاوفة وشركائه من بيع الذهب علي شاكلته الأولي حتي لا يكون طعما يوصل رجال المباحث إليهم. تولي مصطفي عملية تصريف الذهب من خلال جاريه الصائغين هاني ورزق33 سنة وشقيقه روماني اللذان لعب الطمع بعقلهما عقب علمهما بما يمتلكه زوج شقيقته مصطفي, واتفقوا معه علي التصرف في بيعه لزبائنه وإعطائهم حصيلة البيع بعد حصولهما علي نسبتهم في الصفقة. سلم الشركاء الخمسة ال27 كيلو جراما من الذهب إلي الصائغين اللذين أوكلا بتصريف الذهب, حيث قاما بإعطاء خالهما مجدي شوقي43 سنة مقاول17 كيلو ليتصرف في بيعهم, بينما عكفا علي بيع ال10 كيلو الباقية. في الوقت الذي سرت معلومات لدي الصاغة بقيام روماني مرزوق وهانب بسبك كمية من المشغولات الذهبية لبيعها بثمن لا يتناسب مع قيمتها الحقيقية, ووصلت المعلومات إلي المقدم أحمد عبد القادر رئيس مباحث الجمالية الذي قام بتجنيد مصادره السرية للتأكد من صحة المعلومات. تأكدت المعلومات عند رئيس المباحث فقام بعرضها علي اللواء جمال عبد العال مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة الذي أمر بسرعة التحرك عن مصدر المجوهرات. انتقل اللواء عصام سعد مدير المباحث الجنائية علي رأس قوة إلي محل مجوهرات روماني ورزق والذي كان بحوزته400 جرام من المشغولات الذهبية, فتولي العقيد مفيد محمد مفيد مفتش المباحث مناقشة الجواهرجي عن مصدر المجوهرات فأخبره بأن هو وشقيقه هاني تحصلا عليها من جارهما بالوراق مصطفي27 سنة. كشفت التحريات عن هوية المجوهرات التي كانت بحوزة الشقيقين والتي وصلت ل10 كيلو جرامات توصل رجال المباحث إلي هوية مصطفي وتم ضبطه وبتضيق الخناق عليه أقر بتفاصيل الجريمة وأرشد عن شركائه الذين تم ضبطهم واحدا تلو الآخر بعد أن اعترف أن شقيق زوجته محمد عبد المنعم أحضر له المجوهرات وطلب منه تصريفها عن طريق صديقيه الصائغين.