يوما بعد يوم يخسر نظام الأسد سيطرته علي البلاد, وعلي مدي عامين هما عمر الثورة خسر النظام العديد من ركائزه كان أكثرها تأثيرا انشقاق رياض حجاب رئيس الوزراء وهروبه خارج البلاد, وكان الأسد دائما ما يحاول التظاهر بان الثورة مؤامرة خارجية, ويسعي للحفاظ علي تماسك البلاد, لتكون برهانا علي وجهة نظره. واخيرا, أعلنت أعداد كبيرة من الأقلية الدرزية في سوريا دعمها وانضمامها لصفوف المعارضة وكان قادتها يدعمون نظام الأسد الذي يرتكب المجازر بحق شعبه, بحجة الحفاظ علي الامن والشرعية. الطائفة الدرزية في سوريا, أقلية صغيرة ولكنها مهمة, تعدادها700 ألف من مجموع السكان البالغ عددهم نحو21 مليون نسمة, ولها تاريخ في التمرد ضد القيادات السلطوية, وصل ذروته خلال حكم العثمانيين وكذلك الاحتلال الفرنسي, والجزء الأكبر من الدروز يعيش في منطقة جبلية جنوب شرق سوريا. في أثناء الأزمة, كان لحكومة الأسد هدف رئيسي تسعي لإثباته وهو تصوير الصراع علي أنه مؤامرة أجنبية بدلا من كونه ثورة شعبية ضد نظام الحكم وبالفعل تمكن الأسد من الحفاظ علي دعم العديد من أبناء طائفته العلوية, الذين ينتمون إلي فرع من المذهب الشيعي, كما حافظ علي دعم عديد من الأقليات. وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن انضمام الطائفة الدرزية إلي المعارضة في أعداد كبيرة من شأنه تكثيف الضغوط علي نظام الأسد, وفقا لنشطاء المعارضة والقادة العسكريين المعارضين, الذين أكدوا أن الصراع السوري قد اقترب من كونه حربا طائفية دموية مع العديد من المسلمين السنة بدعم المعارضة, وبعض الأقليات في البلاد, بما في ذلك الدروز والمسيحيون. ونقلت عن فريد الخازن عضو البرلمان اللبناني وأستاذ سياسات الشرق الأوسط في الجامعة الأمريكية في بيروت قوله: إن حكومة الأسد تسعي للحفاظ علي مجتمعات الأقليات الدرزية وغيرها في الخليج للتأكد من ضمان عدم انضمامها للمعارضة. وفي الشهرين الماضيين وفقا لنشطاء المعارضة شارك العديد من الدروز في الاحتجاجات المناهضة للحكومة في محافظة السويداء, موطن اسلاف الدروز في جنوب شرق البلاد التي ظلت هادئة نسبيا منذ اندلاع الانتفاضة قبل نحو عامين وفي منتصف ديسمبر, أعلن المقاتلون المتمردون تشكيل أول مجلس عسكري ثوري في محافظة السويداء مجلس تنسيق المعركة الأكثر أهمية في المنطقة الدرزية منذ بدء الصراع.