مدينة أدكو هي إحدي المدن الساحلية في محافظة البحيرة يعمل معظم سكانها البسطاء في مهنة الصيد والتي تعد مصدر رزقهم الوحيد وهي تلك المهنة التي تطلق عليها مهنة المتاعب إذ يلجأ معظم الصيادين للبحث عن رزقهم في مناطق بعيدة وبقرب شواطئ دول أخري لقلة الأسماك مما يعرضهم لإلقاء القبض عليهم واحتجاز مراكبهم كما يعاني الصيادون وأسرهم في إدكو من مشاكل عديدة سواء تلك الخاصة بالبحيرة وشواطئها أو الناتجة عن الصعوبات التي يواجهونها في حياتهم وخلال عملية الصيد.. وقلما يجدون اهتماما من المسئولين. يقول حسن حمدي المحامي, إن معاناة الصيادين لا تقتصر علي الرجال بل تمتد إلي الاطفال أيضا الذين لا يتمتعون بأي رعاية أو اهتمام بل يتم أهدار حقوقهم الانسانية وطفولتهم البريئة حيث يوجد الآلاف من الصيادين الاطفال, لان أصحاب المراكب يستغلونهم في أعمال الصيد لرخص أجورهم وسرعة إنجازهم للعمل, ويضيف مرتضي زارع, صياد, أن الطفل يتعلم مهنة الصيد في سن6 سنوات, وبغرض الحصول علي دخل مادي لأسرتة يتم الدفع به عندما يبلغ12 سنة إلي أعمال الصيد علي المراكب العاملة في إطار الشواطئ المصرية الداخلية والبحيرات وعندما يبلغ الطفل13 سنة يخرج مع مراكب الصيد الكبيرة لعرض البحر وفي المناطق البعيدة عن الشواطئ المصرية والقريبة من شواطئ الدول الاخري مثل ليبيا, الامر الذي يعرضهم لخطر القبض عليهم واحتجازهم, وفوق ذلك الطفل عندنا لا يعرف من مباهج الطفولة شيئا, فمعرفته تنحصر في مفردات المراكب والسمك والغزل وشباك الصيد, وحول مشكلات التلوث التي تتعرض لها شواطئ رشيد وبحيرة إدكو, أشار نبيل محمد عبدالله الكيميائي إلي ان صيادي ادكو يعانون من زيادة نسبة التلوث البحري في منطقة خليج أبو قير حيث تعتبر نسبة التلوث البيئي في بحيرة أدكو من أعلي نسب التلوث البيئي في العالم وذلك نتيجة قيام شركة راكتا للورق وكذلك شركة أبو قير للأسمدة وشركة الغاز المسال بإلقاء مخلفات المصانع الكيماوية الملوثة بالترعة, وهذا التلوث تجاوز الحد المسموح به دوليا ومخالف لقانون البيئة ويؤثر علي إنتاج الأسماك نتيجة نفوق الكثير منها وموتها, مما يهدد مصدر الرزق الوحيد للصيادين بالانهيار وأيضا يؤثر سلبا علي صحة وحياة باقي المواطنين لتناولهم أسماكا مسمومة, مشيرا إلي أن هذا التلوث أفسد نحو17 ألف فدان من أجود الأراضي الزراعية, وفي ذات السياق تقول ألفت عبدالمجيد, مدرسة, إنه بالرغم مما تتعرض له بحيرة إدكو من تلوث فإن المسئولين اعتزموا إنشاء محطة للصرف الصحي بالمعدية لتلقي مياهها الملوثة مباشرة في بوغاز البحيرة مما يهدد بالقضاء علي الزريعة السمكية, بالاضافة إلي شركة كهرباء أبوقير التي تقوم بإنشاء أبراج للضغط العالي تمر بمحيط البحيرة, الامر الذي يتطلب أنشاء سدود وطرق ترابية للربط بين الابراج مما يزيد من شكل الاعتداء علي البحيرة ويقلل من الثروة السمكية, وأضاف الريس محمد جمال حربي أحد الصيادين أن واجب الدولة الاهتمام بدعم وتطوير أدوات الصيد للصيادين وتطوير وتدريب الصيادين علي الوسائل الحديثة لعمليات الصيد البحري والنهري, هذا بخلاف مشكلة ارتفاع أسعار المواد المحركة للمراكب الآلية وعدم وجود السولار وزيت الديزل وكثرة الاعباء المالية وارتفاع رسوم استخراج ترخيص الصيد الجديدة وارتفاع الضرائب علي الصيادين وتآكل مساحة بحيرة إدكو بسبب التعديات وتجفيف البحيرة لصالح كبار رجال الأعمال, وكثرة المزارع السمكية بطول شاطئ البحيرة لصالح كبار رجال الدولة, حيث وصل عددها إلي600 مزرعة سمكية خاصة, في حين تمتلك هيئة الثروة السمكية مزرعة واحدة فقط تمتلئ أروقتها بالفساد والتعدي علي حقوق الصيادين, وباقي المزارع يمتلكها أصحاب السطوة والنفوذ, وفي ذات السياق وجه رمضان عبدالنبي, صياد, اتهاما لهيئة الثروة السمكية بأنها سبب معاناة الصيادين الآن وذلك بسبب سماحها لبعض الصيادين استخدام غزل محرم دوليا مما أدي إلي صيد الاسماك الصغيرة وبالتالي انهيار الثروة السمكية. مما دفع الصيادين إلي الهجرة للصيد أمام شواطئ الدول الاخري مثل ليبيا, بالاضافة إلي تغاضي شرطة المسطحات المائية عن أعمال مافيا الذريعة الذين يقومون بتجريف البحيرة وإخراج الزريعة منها, مما يؤثر علي الثروة السمكية مستقبلا, وأكد الريس محمود عبدالدايم أن مشكلات الصيد تتمثل أيضا في عمليات الصيد الجائر الذي يعتبر تهديدا للتنوع للحياة البحرية ويهدد الرصيد السمكي بالشواطئ المصرية, وطالب بضرورة عمل محمية طبيعية علي الشواطئ المصرية بمسافة5 كيلومترات يتم منع الصيد فيها لمدة عامين للسماح بتكاثر الزريعة الصغار وتنمية الثروة السمكية, كما طالب بأهمية وضرورة عقد أتفاقيات مع دول الجوار مثل ليبيا, تسمح للصيادين المصريين بالصيد بجوار شواطئها.