أبدي عدد من الإعلاميين استياءهم الشديد مما حدث أمام قصر الاتحادية من اشتباكات متبادلة بين قوات الأمن وعدد من المتظاهرين, حيث أدانوا الطرفين لما استخدموه من عنف زائد أدي الي مقتل شاب, وإصابة عدد كبير من المتظاهرين, مشددين علي ضرورة ألا يخرج التظاهر عن الإطار السلمي لحين تحقيق كل المطالب التي يحلم بها الشعب المصري بدون أي خسارة تضر بالمنشآت التي يملكها الشعب المصري, وليس الحكومة كما يعتقد البعض, او حتي بالأفراد من الجانبين سواء من قوات الشرطة أو المتظاهرين اللذين يعتبران في النهاية من أبناء مصر. من جانبها قالت الإعلامية سهير الإتربي أن ماحدث خطأ وقع فيه الجميع, وكان ينبغي أن يعلو صوت العقل لانهاء النزاع بين الجانبين مشيرة إلي أن المتظاهرين كانوا الجانب الضعيف في الصراع حيث كانوا سلميين في البداية حتي تدخلت الشرطة بطريقة صعبة. وأضافت أنه في لندن الشرطة كانت تحمي المتظاهرين ويعبرون عن رأيهم بحرية دون استخدام عنف من الجانبين, ودون أن يلقي المتظاهرون مولوتوف أو تكسير منشآت مثل فنادق وقصر الرئاسة, فقد حزنت حينما مررت أمام فندق سميراميس ووجدته مدمرا, فالمظاهرة السلمية تعني أن تقول ما تريد دون ان تقترب من شيء ومن المؤكد أن تكون هناك عناصر اندست دفعت للقيام بمثل هذه الممارسات خاصة وأنه ليس كل المتظاهرين سيئين, ولكنهم فاض بهم الكيل, لذا ينبغي علي من في يده السلطة أن يكون متعاطفا معهم. وأوضحت انه ينبغي في الوقت ذاته ان ننظر الي تطوير بلدنا ففي زيارتي لأيوان فوجئت بوجود ما يقرب من300 مركب بدون عمل لعدم وجود سياحة وهي المهنة الاساسية التي تعتمد عليها هذه المحافظات. فيما أكد د.صفوت العالم أن مايهمنا هو الإعلام الذي أطلق في هذه الأحداث إنذارا من خلال الصور التي التقطت للرجل المسحول من قبل قوات الشرطة, وبالتالي نحن أمام متغير جديد ينبغي ان يوضع في الإعتبار لكل القيادات الأمنية, وهو أن التطور التكنولوجي قادر علي نقل كثير من الأحداث مهما كانت المسافات, ومهما كان الحدث يبدو غير واضح فتطور الكاميرات قادر علي نقلها بدقة متناهية. وأضاف إذا كان الجنود لديهم تصور ولو بنسبة5% أن هناك من يراهم وهم يعذبون أحد المتظاهرين لكانوا ترددوا ألف مرة من الإمعان في الاستمرار والسحل, وماحدث تصرف شخص يعتقد انه في مأمن عن رؤية أي شخص, مشيرا إلي أن الدور الكاشف والفاضح للإعلام يتطابق مع ماحدث في سجن أبو غريب حينما استطاع البعض تصويرهم من خلال ثقب في الباب, وبالتالي فانه إذا كانت عين الله لاتغفل عما يحدث في أي مكان فمن الواضح أيضا أن عيون التكنولوجيا كاشفة وفاضحة لكل السلوكيات مهما كانت, وانتشار مثل هذه الصور يؤثر دوليا علي صورة مصر ويتركها في الصورة الذهنية لديهم مثلما نتأثر بالصور المنتشرة عن العراق أو الصومال, وبالتالي لانتحدث هنا عن سياحة أو حقوق إنسان. بينما قال الإعلامي طارق حبيب أن كلا الطرفين مخطيء,كما أن إطلاق الرصاص علي المواطنين أو سحلهم أو الاعتداء عليهم بأي صورة أو القبض أو القبض عليهم بدون وجه حق خطأ كبير يشترك في تحمله رجال الأمن والمتظاهرون الذي يتبعون سياسة العنف بالعنف والرد بالعنف ولهذا سيستمر الحال إن لم يتصاعد أكثر إلا إذا انقذه قرار الحكومة بوقف كل هذه المظاهر المسيئة لصورة مصر. وأشار إلي أنه أمر غريب أن تحدث كل هذه المصادمات في وقت خرجت من الأزهر وثيقة تنبذ العنف, وإن كنت أخشي أن يستمر هذا ويتضاعف إن لم نحاول إنقاذه قبل فوات الأوان. وقال الإعلامي حمدي الكنيسي أنه إذا كانت الكاميرا قد كشفت مأساة سحل المواطن وتعريته. فأغلب الظن أن هناك حالات لم تكشفها الكاميرات وكلها تجسد العنف الشرس من قبل قوات الشرطة, وكأن وزير الداخلية أراد أن يوقف مشاعر الود التي بدأت تعود بين الشعب والشرطة. واضاف مايراه البعض أنه عنف من قبل المتظاهرين, حتي لو كان هناك من أندس بينهم ليفسد شعار السلمية, ولكي يوصموا بأنهم يستخدمون العنف فإن النتيجة علي المتظاهرين أن ينتبهوا لمن يحاول استغلال تجمعاتهم بإلقاء المولوتوف علي الهيئات والمؤسسات لأنهم في النهاية يحملون ذنب ماحدث. وأوضح ان الدرس المستفاد من مأساة الاتحادية هو أن تعيد الشرطة النظر في المنهج الذي اندفعت اليه في الأسابيع الأخيرة خاصة وأنه هناك جنودا من بين ضباط الشرطة يرفضون التعامل بعنف مع المتظاهرين.